أجواء صحية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

من الطبيعي أن نزداد وعياً من تجاربنا.

قبل مباراة أستراليا فتحنا أبواب التفاؤل على مصراعيها دون تحسب، وكانت الناس معذورة، لأن المنتخب كان عائداً لتوه من اليابان محملاً بنصر كبير مباغت على أفضل منتخبات القارة، ومرشحها الأول للذهاب لمونديال روسيا.

وكانت المفاجأة غير السارة أن المنتخب لم يخسر فقط مباراة أستراليا على أرضه، وبين جماهيره الزاحفة بعد الفوز المبهر على اليابان، بل أيضاً خسر الأداء المقنع، وكان ذلك هو بيت القصيد!

اللاعبون بشر يتأثرون بما هو حولهم، وقد تأثروا بما فيه الكفاية قبل مباراة أستراليا التي ألحقنا فيها جميعاً الضرر بالمنتخب دون قصد بالتأكيد، إلا من رحم ربي، كما أن الفريق هو الآخر أضر بنفسه، عندما لم يقدر الموقف حق التقدير.

اليوم المشهد مختلف قبل مباراة تايلاند، أرى أن الكل يحذر الآن من المباراة، وهو نسق مضبوط، ومقدمة مهمة للغاية من أجل تجاوز هذا المطب، الذي اسمه تايلاند، وبالمناسبة نحن قادرون على ذلك طالما سنضع كل الأمور في نصابها الصحيح، وأولها أخذ الحذر، ليس لأنه فريق لا يقهر، بل من المفترض أن يكون هذا هو سبيلنا مع الجميع بلا استثناء، فلا يجوز أن نقول عن منتخبات وصلت للدور الحاسم المونديالي، إن هذا قوي وهذا ضعيف، فقد عفى الزمن على هذه الأفكار، ولم تعقد مقبولة!

من خلال رؤيتي لهذا الفريق كما رآه غيري، هو فريق محترم للغاية، وليس من قبيل المصادفة أن يتصدر مجموعته في التصفيات الأولية متقدماً على العراق، بل كان يستحق، يلعب كرة مدروسة فيها الكثير من خصائص الفرق القوية مثل السرعة والانتشار والتمرير من لمسة واحدة، والقدرة على الاحتفاظ بالكرة لأطول فترة ممكنة دون أن يفقدها.

كما أن به لاعبين مميزين جداً، أحدهما في وسط الملعب يقوم بمهام صناعة اللعب، ويطلقون عليه «ميسي» من فرط مهاراته العالية، وتمريراته البينية الحاسمة، كما أن هناك لاعباً في الناحية اليسرى يجيد الاختراق والمراوغة، وشق الصفوف بسرعة متناهية، ويعكس كرات خطرة أمام المرمى، كما أنه يجيد الارتقاء والتسديد بالرأس عندما تكون الكرة في الاتجاه المقابل، يطلقون عليه رونالدو!

بالتأكيد كابتن مهدي على علم بكل ذلك، وقد كانت تصريحاته بالأمس تؤكد ما رآه الناس، لذا قال: إن الحذر الإيجابي سيكون منهجنا ونحن نلاقيه.

كلمات أخيره

■هذه الأجواء إيجابية للغاية، فاللاعبون والجماهير والمراقبون استوعبوا درس ما قبل ملاقاة أستراليا، وشتان الفارق ما بين هذا وذاك!

■من حقك أن تفخر وأن تكتب المانشيتات والأحرف الكبيرة الحمراء كما تريد، ولكن بعد وليس قبل!

■أهمية هذه النقاط الثلاث ربما تجاوز الحد، فهي فاصلة في حد ذاتها، وهي، من ناحية أخرى فيها الزاد والعون، من أجل ما بعدها بساعات قليلة هناك في الرياض!

■بالطبع أنا مع كل الرافضين للحديث عن المباراتين معاً، فهذا أيضاً يوقعنا في المحظور، دع عنك مباراة السعودية الآن، فهي ليست موضوعنا، بل موضوعنا الكبير هو تايلاند، ولا غيرها!

■ليس مقبولاً ويجب ألا نأتي مثل كل مرة، ونندب حظنا بعد فوات الأوان، ونقول: «أصل إحنا فكرنا في مباراة السعودية أكثر من تفكيرنا في مباراة تايلاند»!

■علينا أن تستفيق في الوقت المناسب، في هذه المباراة وفي غيرها!

■كأس العالم، يحب، بل يعشق، سياسة الخطوة خطوة.

Email