نعم غاضبون!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تلُمنا إذا غضبنا، فأنت السبب!

من الذي فاز على اليابان هناك وأحدث زلزال طوكيو؟!

من الذي رفع سقف طموحاتنا وأحلامنا؟!

من الذي جعلنا نفرح كما لو كنا لم نفرح من قبل؟!

من الذي جعنا نتسابق على تهنئتك في المجالس، في المنازل، في المواقع، في الصحف، وعلى الشاشات؟!

أنت السبب، فلا تلُمنا!

حتى لو أسرفنا في الفرح، وحتى لو اعتقد البسطاء منا بعد قهر اليابان أننا ذهبنا إلى روسيا!

حتى لو رفعنا ضغطك، حتى لو حملناك ما هو فوق طاقتك، وحتى لو زدنا معدلات الشحن إلى حدودها القصوى، فأنت السبب، فلا تلُمنا!

نعم نحن غاضبون!

أنت الذي طمأنتنا، وأوعزت إلينا دونما أن تقولها، إنك لست حتى في حاجة إلى وصايانا ونصائحنا، قلت لنا: إنك في أحسن حالاتك، وإنك مقدر للموقف، محترم لخصمك، وإن شخصيتك ستحميك من كل زلل وصدّقنا، فهل لنا ألا نصدّق، هل يملك البحر تغييراً لمجراه!

غاضبون، ليس من الهزيمة فهي تحدث، لكننا غاضبون من كيفية وقوعها، من مشهدك، من أسلوبك، من روحك، ومن قلة حيلتك!

هل نصدق ما شاهدناه؟!

فريق يبني خطته على مشهد واحد فقط طوال المباراة دونما أن نستطيع أن نكتشفه، وإذا اكتشفناه، لا نستطيع أن نتصدى له أو أن نفسده!

لم يفعل المنتخب الأسترالي إلا شيئين أساسين، الأول: تدوير الكرة، أي جعل الكرة هي التي تتحرك، هي التي تلف وتدور هنا وهناك، والثاني: إذا فقدها يثور من أجل استردادها في أقرب فرصة، مستخدماً أسلوب »أربعة لاعبين في حصار لاعب واحد، يضغطون عليه حتى يستعيدوها«، وهكذا، ثم يعيدون المشهد، الكرة هي التي تدور، وأنت تدور خلفها، حتى تفقد أنفاسك، وتفقد القدرة على كل شيء حتى على أعصابك!

من أجل ذلك نحن غاضبون!

إذا كنت تريد مني أن أقول لك: »ما عليه القادم أفضل«، ها أنا أقولها لكن بشرط، ألا تكون هكذا مرة أخرى، وألا تظهر بهذه الصورة مرة أخرى، فهي صورة ليست للنسيان، بل للتبيان والدراسة والتمحيص وجلد الذات!

كلمات أخيرة

كل من يقول لك: إن المشوار ما زال طويلاً هو صادق معك، فالمشوار ما زال طويلاً بالفعل، لكن بشرط، أن تستوعب شروط اللعبة، وأولها أن تكسب على أرضك!

الصعب في الموضوع أنها أول مباراة على أرضك وبين جماهيرك، وأن الناس، كان منهم من ذهب إلى الملعب، نفر في الحر ولم يبالِ، ومنهم من كان خلف الشاشة يحترق وهو يرى الفريق الأسترالي »يمشّيها« كما يريد، وأنه كان يعرف ماذا يريد، وأن ما قام به تدرب عليه، وحفظه عن ظهر قلب!

نحن معك، هذا بديهي، وهذا فطري، لكن كن أنت مع نفسك، راجع أخطاءك، راجع حساباتك، استعد نفسك، لن أقول لك: يا ليت أحمد خليل »أبو رجل ثقيلة« ما خرج، ربما كان سدد الضربة التي جاءت في الثواني الأخيرة، ولن أقول لماذا لم ينضم محمود خميس، بعد إصابة الأطراف، ولن أقول لماذا سمحنا لهم كل الوقت بتدوير الكرة ونحن نتفرج؟! فقد قُضِي الأمر!

المشوار طويل، نعم، أرجوكم لا تعجلوه قصيراً!

Email