لا يحتاج إلى وصايا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سعادة غامرة غمرنا بها المنتخب الوطني، وهو يبدأ المشوار المونديالي الحاسم بهذا الفوز الغالي النادر، الذي أوقع الهزيمة بأفضل منتخبات القارة على ملعبه وبين جماهيره لأول مرة منذ ثلاث سنوات!

هذا الفوز الذي أحدث هزة عنيفة في اليابان، وأحدث تخوفاً حقيقياً لعدم التأهل لنهائيات كأس العالم، وهو الأمر الذي تعود عليه المنتخب الياباني منذ أكثر من عشرين عاماً دون توقف!

أخيراً، أصبحنا نصدر الخوف للآخرين، بعد أن كان الآخرون يحققون إنجازاتهم على أكتافنا، بل كنا متخصصين، في إحداث شهرة مجانية لمنتخبات مغمورة وبلا تاريخ!

هذا الفوز الذي ملأنا فخراً، هو في نفس الوقت يملأنا خوفاً من مباراة أستراليا، التي تهل علينا بلا رحمة، بعد ساعات قليلة، وبعد ثلاث نوبات كل واحدة منهم أصعب من الأخرى، فرح، إرهاق، مباراة أشد بأساً من سابقتها!

إنه الخوف الإيجابي، بعد أن كسرنا حاجز الرهبة، كما قال القطب الوحداوي الكبير أحمد الرميثي، نعم الخوف الذي يجعلنا نعض بالنواجذ على نقاط أستراليا، حتى لا تضيع نقاط اليابان!

لست أدري، هل أقول ما في خاطري، أم أن منتخب الإنجازات ليس في حاجة إلى وصايا، كما قال القطب الأهلاوي الكبير أحمد عيسى، أول كابتن لمنتخب الإمارات!

هل أقول احتاطوا للدفاع، حتى لا يتكرر مشهد الشوط الأول مع اليابان، حتى لا تكون هناك فجوة أخرى في العمق تكاد تتوقف معها القلوب، وتكون الأطراف أشبه بإشارات المرور الخضراء، أم لا أقول؟

شخصياً، لا أقوى على عدم البوح، حتى لو كان من باب التذكير، حتى لو كان من باب نقل نبض الناس والإشعار بمخاوفهم!

نحن نقدر تمام التقدير، أن الذي يده في الماء ليس كمن يده في النار، ونعلم مدى صعوبة الملعب والتنافس ومعطيات اللحظة وظروف اتخاذ القرار الذي يتم في لمح البصر، كأنه «الفيمتو»!

لكننا سنظل نحلم مع هذا الجيل، لأنه قادر على تحقيق الأحلام، وقادر على تحمل المسؤولية، وقادر على فهم طبيعة الموقف وحساسيته وصعوبته، وقادر على فهم ماذا يعني عدم الفوز على أستراليا!

لكل مباراة ظروفها، ولكل منتخب خصوصيته، ونحن لا نشك لحظة في أن المدرب مهدي أكثر الناس معرفة بالأستراليين، وأكثر مدرب فاز عليهم، وحقق من خلالهم إنجازات مشهودة لا تخطئها الذاكرة.

كلمات أخيرة

Ⅶخالد عيسى بتألقه غير العادي، غطى على أخطاء زملائه، وكان أحد الأسباب الرئيسة في الفوز، هذا بالطبع إلى لحظات الإلهام التي كان عليها أحمد خليل في تسجيل هدفين من كرتين ثابتتين.

Ⅶوبالمناسبة، عندما أذكر بدور خالد عيسى في حماية الأخطاء، وأذكر بأن الهدفين من كرتين ثابتتين، فلا أفعل ذلك للتقليل من الفوز، لأني على قناعة أن لا هذا عيب ولا ذاك عيب، فالحارس واحد من الـ 11، والتسجيل من الكرات الثابتة أحد مفردات الكرة الحديثة، لكني قصدت أن هذه النفحات لا تتكرر كثيراً، ويجب أن نسد الذرائع ونتفادى الأخطاء!

Ⅶكانت تكتيكات مهدي عالية المستوى مع اليابان، وهذه كلمة حق، فقد تعامل بواقعية في تقدير الموقف والتغييرات المصاحبة في الشوط الثاني، كما أن أسلوب اللعب الحذر والضغط المتأخر، كان ينسجم مع عدم القدرة على مجاراة السرعة اليابانية.

Ⅶأتوقع أن نرى مشهداً تكتيكياً مختلفاً مع الأستراليين، نظراً للاختلاف الكلي بين الفريقين، واعتقادي الشخصي، أننا نستطيع أن نكون أفضل مع طبيعية الأستراليين.

Ⅶقبل كل ذلك، رغبة وقتال وتركيز، حتى تذهب الأخطاء إلى غير رجعة، وهذه ليست وصايا، قدر ما هي بوح من النفس إلى النفس!

Email