الموضوع زاد عن حده!

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما تنظر حولك، تشعر إلى أي مدى هي ضئيلة الأحداث الرياضية، إذا قارنتها بما يحدث في البلد، أصبحت الإمارات منذ ليلة رأس السنة، حديث الدنيا بأسرها، وما زالت، فلحظة الضعف لم تتحول فقط إلى لحظة قوة ، بل أصبحت لحظة فارقة في عمر الدولة، مثل هذه الأحداث، التي كأنها من صنع القدر، ترفع من شأن الدول، ربما سنوات، فبدلاً من أن نحترق، نخترق، وبدلاً من أن نموت، نحيا بشموخ، وبدلاً من أن تكون كارثة، إذا بها أصبحت فناً في كيفية إدارة الأزمات، وبدلاً من أن تكون ظلاماً، أصبحت هالة من الضياء وطاقة نور، لا تنير سماء الإمارات فحسب، بل تنير سماء الدنيا بأسرها!

حدث عارض إذن، يكشف لنا ولهم، إلى أي مدى، كيف كنا وكيف أصبحنا وكيف سنكون بإذن الله، وهذا تحديداً ما يشعرنا بالأسى على وسطنا الرياضي!

كنت لا أتفق مع كل من يقارن بين الدولة ونهوضها، وبين كرة القدم وتراجعها، الآن آمنت، تراجعت، ندمت!

لا مجال للجدل، ولا مجال للمكابرة!!

نتفنن في إدارة أزمة تابعها العالم كله بإعجاب ودهشة، ونفشل في إدارة أزمة رياضية لا تكاد تقارن، ولا يجب أن تقارن!

الفارق أن أهل الرياضة مشغولون بأنفسهم أكثر من انشغالهم بقضاياهم الحقيقية!

الفارق أن أهل الرياضة نظروا لمصالحهم ولمقاعدهم، ولم ينظروا أبعد من ذلك!

نتحدث عن مشكلة التحكيم، مثلاً، ولا نفكر في حلها!

نعشق أن نتجادل، أن نتشابك، أن نتشاجر، أن نرمي بعضنا بعضاً، وأن نعاند بعضنا بعضاً، ونترك المشكلة تتفاعل وتتصاعد، وكأننا نحب ذلك، كأننا نفعل ذلك مع سبق الإصرار!

تشاء الأقدار أن يكون بيننا في هذه الأيام الظلماء، واحد من أفضل الحكام في تاريخ لعبة كرة القدم، الإيطالي بيرلويجي كولينا، الملقب بالأسطورة، والذي يعمل حالياً مديراً لإدارة التحكيم بالاتحاد الأوربي، هذا الرجل باختصار أحرجنا، كشف لنا إلى أي مدى نحن مشغولون، كل واحد بحكايته وقضيته، ولتذهب مصالح اللعبة إلى الجحيم!

كولينا بدلاً من الكلام الكثير، وضع أمامنا الكثير من الحلول والحقائق، وهي باختصار، كما قالها للمسؤولين ولرجال الإعلام، نلخصها في العناوين التالية:

«أطالب الأندية والاتحاد بالجلوس مع بعضهم البعض لتدارس المشاكل، أحذر من القسوة على الحكام، لأن الثقة لو ذهبت، فلن تعود، ما أشاهده من ضغوط على الحكام مبالغ فيه، فلا توجد كرة قدم بلا أخطاء، أحذر من الاستعانة بالحكام الأجانب، ففيهم من هم أقل منكم، كما أن أوروبا لن ترسل لكم أفضل ما لديها، لا يمكن أن يتألق حكم يعمل منذ الصباح الباكر حتى الثالثة عصراً يوم المباراة».

كلمات أخيرة

Ⅶمن الكلمات السابقة، تأتينا الحقائق، ومنها أن حكامنا ما زالوا بخير، بدليل قوله إن الانتقادات مبالغ فيها، ثم تأتي النصائح، ومن بينها الجلوس معاً، حتى تذوب المشاكل وتصفو النفوس، والتفرغ قدر الإمكان، والتحذير من الاستعانة بحكام من الخارج.

Ⅶلا مانع من إحياء فكرة تبادل الحكام مع الآخرين، شرط أن تكون من النخبة.

Ⅶكشف كولينا معلومة تقول، إن حكم نهائي كأس العالم، موقوف من جانب اتحاد بلده، في إشارة أنه لم يولد بعد الحكم الذي لا يخطئ!

Ⅶلو صفت النفوس، ستقلل كثيراً من آثار المشكلة، بصراحة، الحقوا أنفسكم، فاض الكيل، وزادت الأمور عن الحد!!

Email