الطرف الثالث!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم أكن من ناحية المبدأ متفقاً مع الحكم الدولي السابق فريد علي، عندما أعاد الكثير من مشكلات التحكيم الحالية إلى قضية شائكة، تعود حكايتها إلى سبع سنوات مضت أو يزيد، وقال بجرأة يحسد عليها «إن ما يحدث الآن مسرحية أبطالها ثلاثة، هم: يوسف السركال رئيس الاتحاد، ومحمد عمر رئيس لجنة الحكام، إضافة إلى طرف ثالث لم يسمه!».

وقبل أن أقول رأيي في ما ذكره فريد، أقول باختصار «إن المشكلة التي نشبت من 7 سنوات كانت تقضي بإيقاف طاقم التحكيم الإماراتي، بقيادة محمد عمر آسيوياً لمغادرته المدينة، التي أقيمت فيها المباراة المكلف بها قبل انتهاء الفترة القانونية، وهي 12 ساعة، وقامت الدنيا أيامها ولم تقعد، بسبب معاقبة الطاقم الإماراتي في وجود السركال على رأس اللجنة الآسيوية!».

وأقول لفريد، مع تقديري لشجاعته، في الحوار الجريء الذي أداره زميلي علي شدهان «إنه لم يكن موفقاً» للأسباب التالية:

أولاً: أن الربط بين مشكلة حدثت من سبع سنوات وإسقاطها على وجود مشكلات بلجنة التحكيم تسببت في هبوط مستوى الحكام ربط يفتقد للقناعة لا سيما أنه قد مضت سنوات على تشكيل اتحاد الكرة الذي جاء بالسركال رئيساً، ومحمد عمر عضواً، ثم رئيساً للجنة الحكام، لأنه ببساطة كان الأحق بذلك من كل الأعضاء المنتخبين، بحكم خبراته التحكيمية، ولم نسمع عن صراعات حقيقية في هذا الخصوص!

ثانياً: أن فريد كانت شجاعته ناقصة عندما أشار إلى أن المشكلة بين ثلاثة أشخاص، ولم يذكر إلا شخصين، وأشار للثالث بكلمة «طرف ثالث»، وترك للقراء التخمين، وهذا في حد ذاته انتقص كثيراً من مصداقية فريد، ومن نواياه في كشف المستور، الذي مر عليه 7 سنوات كاملة!

ثالثاً: أن المستهدف من الحوار كما فهمت كان يوسف السركال، وليس محمد عمر، ولا الطرف الثالث بدليل الإمساك عن ذكر اسمه! ورغم ذلك فقد تصدى محمد عمر لفريد ووصفه في حوار لا تنقصه الجرأة، منشور في «البيان» اليوم عن طريق الزميل العوضي النمر، وصفه بأنه «شاهد ما شافش حاجة»! بل زاده من الحرج حرجاً، عندما كشف للقراء عن الطرف الثالث، الذي أمسك عن ذكره فريد، وقال محمد عمر «إن الطرف الثالث المقصود هو الحكم الدولي السابق علي حمد!»

رابعاً: أن محمد عمر نفى أن تكون هناك رواسب أو خلافات بينه وبين السركال أو علي حمد وقال «إنه عندما اعتزل التحكيم اعتزله، بسبب خلاف مع لجنة التحكيم، بسبب معايير أفضل حكم، وليس خلافاً مع علي حمد نفسه، الذي فاز بلقب الأفضل، وكان يستحق».

خامساً: وهي مني وأقولها لفريد محبة «إن الحقيقة لا تتجزأ، وكم كنت أتمنى ألا تغيب أسماء بعينها لأسباب لا نعرفها، ونحب ألا نجتهد فيها!».

سادساً: أننا لم نتعود توقيع المسؤولين في بعضهم البعض هذا الأسلوب أدبياً غير مرغوب فيه حتى لو كان حقيقياً!

كلمات أخيرة

** «هذا ليس دفاعاً عن أحد، ولا دفاعاً عن سلك التحكيم، وقد عايشت كل تلك الأحداث دائماً وأبداً لم يكن يوسف السركال خصماً لأبناء بلده، بل كان محباً ومازال، وشكراً محمد عمر».

Email