أهل الدار!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت في مقالة الأمس مشجعاً للشباب تثميناً للخواتيم الناجحة التي خطف فيها وصافة الدوري، وأصبح قاب قوسين أو أدنى، أما اليوم وأنا أتحدث عن مواجهة أهل الدار الخليجية بين النصر والشباب، فأعلن حيادي التام بين القوتين الكبيرتين، نعم أنا اليوم لست «نصراوياً» ولا «شبابياً»، ولو كان الأمر بيدي لما أوقعتهما في الدور قبل النهائي لبطولة الأندية الخليجية، فهذه المباراة تستحق أن تكون بمثابة نهائي بطولة، وهي بالفعل نهائي مبكر، فالفريقان هما الأفضل وهما الأشهر مع الاحترام الكبير للبقية.

هي مباراة الذهاب في استاد آل مكتوم، أي أنها مباراة النصر، ويوم 19 من الشهر الجاري مباراة العودة، أي مباراة الشباب، وبصرف النظر عن الملعبين، فليس لهما التأثير الكبير، لأن مدينة دبي هي الملعب الكبير للفريقين المتنافسين، وفي ظني أن مباراة اليوم ستشهد منافسة عاصفة بين البطل النصراوي الذي يدافع عن لقبه وبين الشباب المتطور والخبير بأسرار هذه البطولة التي أهدى للإمارات أول ألقابها في مطلع التسعينيات.

والمثير حقاً أن الكفتين في حالة تساو، ربما يكون الشباب الأفضل نسبياً في الآونة الأخيرة، ويقابل ذلك الحافز المعنوي للنصر، كون أن المباراة مباراته وعلى ملعبه.

وفي مثل هذه المواقع المثيرة، بحكم تلاقي فريقين من مدينة واحدة، في دور مهم مثل الدور قبل النهائي، لا تحسبها بمن أفضل ومن أقل، فهذه النوعية من المباريات حالة خاصة جداً، تلعب اللحظة فيها الدور الرئيسي في الحسم.

هو سيناريو المباراة إذاً، وهو الفريق القادر على التعامل مع المواجهات الحاسمة، وهي التفاصيل الصغيرة ومدى استغلالها والنفاذ منها.

نقطة أخيرة تؤكد صعوبة المباراة وصعوبة التكهن بنتيجتها، هي أن كلا الفريقين يطمع فيها ويريدها من أجل إنجاح موسمه، والظفر ببطولة من خارج الديار، إذ لا شيء مضموناً في الداخل!

على الجانب الآخر، يخوض الأهلي موقفاً من أصعب المواقف في كرة القدم، فهو سيلاقي على ملعبه بدبي فريق تراكتور الإيراني في ختام مشوار مباريات مجموعته الآسيوية التي تأهل منها الأهلي السعودي، وترك المنافسة على البطاقة الثانية حائرة بين الأهلي وناساف الإيراني، والصعوبة التي أقصدها تكمن في أن الأهلي لا يكفيه الفوز ليصعد بل لابد من تعرقل منافسه ناساف الذي يلاقي الأهلي السعودي على ملعبه وبين جماهيره هناك في طشقند، مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق السعودي يلعب وهو متأهل، ويقال إنه سيدفع بالصف الثاني وليس بالأساسيين.

عموماً هي أصعب المواجهات عندما يكون قرار التأهل ليس في يدك بل في يد منافسك!

كلمات أخيرة

** ليس أمام الأهلي سوى أن ينسى ويلعب من أجل الفوز، ثم يرضى بمصيره في نهاية الأمر، لأنه هو الذي صنع ذلك في نفسه!

** أما في الخليجية فهي منافسة بين فريقين من أهل الدار والإمارات هي الفائزة في كل الأحوال.

Email