الكتمان...!

ت + ت - الحجم الطبيعي

«استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان».

من حسن الفطن، أن هذه الكلمات الحكيمة، كانت إحدى المخططات الرئيسة التي آمن بها محمد خلفان الرميثي، وطبقها وهو يدير حملة انتخابية ناجحة، أسفرت عن فوز كاسح في انتخابات المكتب التنفيذي الآسيوي، لدرجة أنه فاز بأعلى الأصوات عن منطقة غرب آسيا.

ما لا يعلمه الناس، أن الرميثي يتميز بعلاقات إعلامية ممتازة، وعلى الرغم من ذلك، فقد أعطى تعليمات صارمة لإخوانه الإعلاميين بأن يتعاملوا مع ترشيحه بصورة عادية أو أقل من العادية، بحيث يصبح التعتيم جزءاً من الحملة، وبالفعل، تجاوبت الصحافة مع منطق الكتمان، لدرجة أن النشر كان يتوقف على الأخبار الرسمية فقط، دونما الدخول في أية تفاصيل تمس حركته أو تحركاته، سواء في السر أو في العلن.

وما لا يعلمه الناس أيضاً، أن محمد خلفان لا يحب المديح أو التهليل، ولا يحب الظهور الإعلامي، إلا إذا دعت الحاجة، إضافة إلى أنه، ومن خلال تجارب الحياة ومن الدروس المستفادة، كان إيمانه مطلقاً بأن الانتخابات لعبة غير مضمونة العواقب، وتحب التكتيك والسرية والكتمان، دونما ملاحقة إعلامية، ودونما كشف المستور، على هذا النحو كان المنهج، وعلى هذا النحو، سار الإعلام منسقاً ومتناسقاً مع أفكار الرجل، ومع حملته، فكان النجاح الكبير.

إضافة إلى ذلك، هناك ثلاثة محاور رئيسة، كانت السبب المباشر في هذه الثقة الآسيوية الكبيرة، وهذا الرصيد العامر من الأصوات الذي وصل لدرجة الاكتساح:

المحور الأول: اسم الإمارات.. ولا يختلف أحد على المكانة الآسيوية الملحوظة التي تحظى بها الدولة على الخريطة الآسيوية في المرحلة الحالية، وبالمناسبة، فنجاح منتخب الإمارات في نهائيات آسيا الأخيرة بأستراليا، زاد من هذا السقف.

المحور الثاني: اسم سمو الشيخ هزاع بن زايد مستشار الأمن الوطني الرئيس الفخري لاتحاد كرة القدم، ولا يختلف أحد أيضاً، على أن سموه له باع كبير وسمعة ممتازة خارج الحدود، لا سيما في منطقة الخليج، وعلى الصعيد الآسيوي كله، فهو من القيادات الرياضية النافذة المعروفة برؤاها وأفكارها، وهو الذي كان وراء ترشح الرميثي، وهو أيضاً أول داعم له، وكان ذلك في حد ذاته ضامناً للنجاح المسبق.

المحور الثالث: محمد خلفان الرميثي نفسه، فهو اسم كبير في الرياضة الإماراتية، وله حضوره العربي والقاري والدولي، فهو صاحب تجربة ناجحة في كافة الأماكن الذي عمل فيها، سواء في اتحاد كرة القدم، أو في نادي العين، أو من خلال وجوده الفاعل في كافة البطولات العالمية التي تصدت لها الإمارات ولاقت صدى كبيراً، وعلى المستوى الشخصي، فالرميثي من الرجال المحترمين، القادر على نيل إعجاب وثقة ومحبة كل من يتعامل معه.

كلمات أخيرة

Ⅶ مبروك للإمارات هذه الثقة القارية، ومبروك «لأبو خالد» على المستوى الشخصي، فهو يستاهل كل خير.

Ⅶ مبروك للشيخ أحمد الفهد، رجل آسيا القوي، فوزه بعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، والفهد فاز بالتزكية، لأنه لا منافس له، وربما، كما ذكرت، أن يكون هذا المنصب مجرد استكشاف لأحوال الـ «فيفا» وأسرارها عن قرب، ومن يدري، ربما يجلس الفهد على مقعد بلاتر بعد 4 سنوات، أحياكم الله.

Email