طباخ النقانق!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

حكمت المحكمة الألمانية عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، ورفض الاستئناف عقاباً لنفسه، وتفادياً لأي ضرر من الممكن أن يصيب ناديه الكبير!

إنه الملياردير أولي هونيس رئيس نادي بايرن ميونيخ، أحد أشهر الأندية الأوروبية على الإطلاق.

 هذا الرجل الملقب بـ "ملك بافاريا"، تهرب من دفع ضرائب بمبلغ 27 مليون يورو، وعندما تلقى حكماً بالحبس ثلاث سنوات ونصف، كان لديه الحق في الاستئناف، وإذا به يرفض هذا الحق، لأنه غضب من نفسه عندما تهرب ولم يدفع الضرائب مثل البشر العاديين، وفي نفس الوقت، أراد ألا يطيل فترة التقاضي، خوفاً على ناديه من أن يتأثر من هذا الموقف الذي أصبح مادة يومية دسمة لرجال الصحافة.

الملك البافاري تحول على الفور إلى السجن دونما تمييز في أي شيء، ولن تشفع له ملياراته ولا شهرته كرئيس تاريخي لأشهر الأندية الألمانية، سينزل في زنزانة عادية مليئة بالمجرمين، وحتى إذا وضعوه في زنزانة منفردة، سيكون الوضع أقسى وأذل، ومن ضمن الإجراءات المتبعة، أنه إذا كان بصحة جيدة.

فلا بد أن يؤدي عملاً بالسجن "يعمل بأكله"، ومن المنتظر حسب تصريحات السجان أن يتم تحويل الملك البارفاري إلى مطعم السجن للاستفادة من خبراته في عملية الطبخ، فالرجل يملك أحد أكبر المصانع الألمانية التي تنتج "النقانق".

الذي لفت انتباهي في هذه القصة المثيرة، أن القانون يطبق على "الشحات" وعلى الملياردير، لا شفاعة حتى لرئيس البايرن الذي صنع تاريخاً لألمانيا، والأكثر لفتاً للانتباه، أن هونيس الذي قضى 44 عاماً رئيساً يشار إليه بالبنان، رفض الاستئناف تماماً، ووافقته أسرته على ذلك، نزولاً على إصراره. واستكمالاً للقصة، فسوف تعقد الجمعية العمومية للنادي الألماني جلسة طارئة لانتخاب رئيس جديد على الفور.

** الرجل الملياردير الذي كره نفسه وأمواله بعد أن شعر بالتقصير تجاه بلده، راح في نوبة بكاء شديدة.. قد يتبادر إلى ذهنك أن البكاء انتابه بعد النطق بالحكم المشدد، لكن الأمر لم يكن كذلك، فالبكاء حدث لحظة إعلانه الاستقالة من ناديه.

** أنا لا أكتب هذه الحكاية لكي نقارن بين ما يحدث عندنا وعندهم، فهذا ليس بيت القصيد، لأننا لا نتعلم منهم إلا الصغائر والتفاهات، ودائماً ندينهم ونتحدث عن تصرفاتهم الخارجة، والتي لا تنسجم مع عاداتنا وتقاليدنا، تلك الكلمات التي شبعنا منها، أما الأشياء الجميلة "فلا حس ولا خبر"!

كلمات أخيرة

** أتمنى في يوم من الأيام أن أشاهد جمعيات عمومية لأنديتنا الرياضية، ليس بمستغرب "عندي على الأقل"، أن يكون هناك جمعيات عمومية للاتحادات الرياضية، تنتخب وتحاسب، في مقابل أن يكون هذا "الترف" ليس موجوداً في أنديتنا الرياضية، علماً بأن هناك أندية عريقة كانت تسير على هذا النهج قديماً ثم توقفت، ما زلت أتذكر هذه المشاهد التي كانت تنير صالة النادي الأهلي الشهيرة، وكأن عقارب الساعة تذهب إلى الوراء!

** أحوال أنديتنا لن تنصلح نوعاً إلا عندما تكون هناك سلطة رقابية من الأعضاء، أصحاب النادي الحقيقيين وأصحاب المصلحة!

** منذ زمن طويل، كنا نسأل سمو الشيخ حمدان بن راشد عن الاحتراف، وكان يقول، من يريد أن يحترف فليحترف بعيداً عن الأندية المعروفة، فهذه الأندية أوجدتها الحكومة لصالح الناس والشباب.

** هؤلاء الناس والشباب هم أدوات الضغط الحقيقة على الأندية، إذا أردنا "الصح"، مع كل الاحترام للمجالس الرياضية!

Email