كنا نتجاذب أطراف الحديث حول فريق الهلال السعودي وموقفه الرائع في بطولة العالم للأندية، سألوني قبل لقاء المان سيتي ماذا هو فاعل أمامه؟ قلت بلا تفكير، أشفق عليه، فالسيتي عاد لخطورته التي افتقدها هذا الموسم واستعاد حركته الأخطبوطية، ومن خلفه المدرب الفيلسوف غوارديولا الذي يبحث عن لقبه الشخصي الخامس في بطولة العالم.
وعندما بدأ اللقاء إذا بالهلال يواجه منافسه بطريقة ذكية بقيادة مدربه الشهير الجديد الإيطالي إنزاجي، ترك له الميدان الذي يجيده كأفضل فريق في العالم يستحوذ ويهيمن بأداء جماعي مدهش، وركز على قدرات فريقه في التحولات السريعة الفعالة، وبعدد كافٍ وبقدرات مهارية تجيد الاختراق والتمرير الدقيق.
وكان التنفيذ الهلالي مدهشاً بتعادله عندما يتقدم السيتي، ولم يكن يكتفي بذلك فبادله التقدم، وكان يفعل ذلك في الأوقات الصعبة الحاسمة سواء في الوقت الأصلي أو الإضافي، ثم كانت النهاية السعيدة المثيرة عندما تقدم الهلال بهدف السبق في الوقت القاتل، ولم يستطع السيتي من إدراك التعادل ولم يسعفه، لا بقدراته، ولا بالوقت، بسبب الاستماتة الهلالية المشفوعة بالوعي واليقظة والجهد الكبير، الذي يصل لحد التضحيات.
لم يكن الهلال هلالاً في هذه المباراة بل كان قمراً منيراً تماماً مثلما كان في البداية مع ريال مدريد، وحق له أن يكتب تاريخاً جديداً في هذه النسخة الجديدة بعددها وعدتها بوصوله للدور ربع النهائي، ومتصدياً لأهم وأشهر فريقين في الدنيا عندما تعادل مع الأول وأسقط الثاني.
نعم نعم نسعد ونفتخر بالهلال الذي سطع نوره قمراً في أمريكا ومن حولها.