أقووول

ارفع راسك أنت مغربي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن أحد يتصور أن يحقق المنتخب المغربي الإنجازات والمكاسب التي حققها في مونديال قطر، فلقد مر هذا المنتخب بمراحل صعبة، بعد أن تأهل لنهائيات المونديال، لكن المدرب السابق الذي قاده لهذا الإنجاز، أصر على عدم استدعاء أكثر من لاعب، فعناده الكبير وخلافه مع العديد من نجوم المنتخب، كان سبباً في استبعاده من طرف رئيس الاتحاد، قبل ما يقارب الثلاثة أشهر من بداية البطولة، ولم يكن أحد يتخيل أن يقوم وليد الركراكي المدرب المغربي، الذي حقق السنة الماضية العديد من الإنجازات مع الوداد البيضاوي، وعلى راسها الدوري المغربي، ودوري أبطال أفريقيا، بالتغلب على الأهلي المصري، من تحقيق هذا الإنجاز العظيم، فوصول هذا المدرب يعني عودة الروح لأسود الأطلس، وبدأت رحلة التفوق والإنجاز، فلقد استطاع هذا المدرب الرائع، خلال فترة وجيزة، توطيد علاقته مع اللاعبين، وخلق حالة من الانسجام والتفاهم، جعلته يتفوق في الدور الأول من نهائي كأس العالم، ليتصدر مجموعته بسبع نقاط، بتعادل مع كرواتيا وفوزين على بلجيكا وكندا، ليصل لدور الـ 16، ويتخطى بالضربات الترجيحية، المنتخب الإسباني، ويلاقي في ربع النهائي البرتغال، ويتغلب عليه، ليصبح الفريق الوحيد الذي لم ينهزم حتى وصل إلى الدور نصف النهائي، أي أحد أفضل أربعة منتخبات في العالم، وهذا المركز لم يصله أي منتخب عربي أو أفريقي من قبل.

رغم الخسارة أمام فرنسا بهدفين، إلا أن العرض الذي قدموه كان رائعاً، منذ الدقائق الأولى، حتى الدقائق الأخيرة للمباراة، لقد رفع الفريق المغربي مستوى الفرق العربية، وغيّر نظرة الملايين من عشاق كرة القدم، حول الكرة العربية والأفريقية، التي تطورت من خلال هذا المنتخب، الذي نافس وهزم مجموعة من أفضل المنتخبات في العالم، لذلك، أقول «ارفع راسك أيها المغربي»، لكل لاعبي المنتخب المغربي، ولعشاق أسود الأطلس، فلقد أبليتم بلاء حسناً، وقدمتم أكثر من المتوقع، وسواء فزتم بالمركز الثالث أو الرابع، فأسماؤكم كتبت بحروف من ذهب، في قلب وعقل كل عربي وأفريقي.

Email