«ماما أفريكا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تيموتي وياه أحيا بداخلي جرحاً غائراً.. نبش في أوجاع الماضي. تيموتي.. ليبيري ابن جورج وياه صاحب الكرة الذهبية عام 1995 يسجل لمصلحة أمريكا في مرمى ويلز.. لا لبلده الأفريقي. هدف نفض الغبار عن سؤال خلت نفسي دفنته في دفاتر النسيان.

أفريقيا.. إلى متى يذهب خيرها إلى غيرها؟

إلى متى تصنع مواهب القارة السمراء ربيع منتخبات أوروبا وأمريكا؟ أليس «ماما أفريكا» الأحق بهم؟

من صنع أمجاد فرنسا مثلاً في أوروبا والمونديال؟

أليس نصري وريبيري وزيدان.. وديسايي وإيفرا وكونتي وبوغبا وتيورام.. وبن عرفة واللموشي وبن زيمة هداف هذا الزمان! ألم تسرق ألمانيا من قبل أبياه وبواتينغ وخضيرة؟ ألم تخطف إيطاليا بالوتيللي؟! وهل صدق العالم أن دم وجينات لوكاكو وفلايني من بلجيكا؟

كلهم نالوا نصيبهم من الكعكة «أفريقيا».. حتى أمريكا!

المال الكثير غيّر جنسية مواهب أفريقيا. والفقر الأفريقي الكبير أجبر لاعبيها على تغيير الألوان والأوطان.. بحثاً عن حياة أفضل وخوفاً من الجوع والحرمان.

ألم يكن من الأجدر أن يلعب تيموتي مع ليبيريا ويسجل لها ويقودها إلى المونديال ويحقق حلماً عجز عنه والده زمان؟

ماذا لو لعب جميع النجوم الأفارقة مع منتخبات بلدانهم الأصلية؟ ألن تتغير خريطة الكرة العالمية؟

متى ترفع أوروبا يدها عن مواهب أفريقيا؟ أم أنها أدمنت استغلالها؟ اسألوا عن برج إيفل بأي حديد شُيد؟ وابحثوا عن المستفيد من مناجم الذهب في الكونغو..

اسألوا أين يذهب يورانيوم النيجر، التي تعيش في الظلام لتنير به عاصمة الأنوار! عفواً رئيسة الوزراء الإيطالية الجديدة أجابت عن كل هذه الأسئلة، قالت: فرنسا.

إلى متى ستبقى أفريقيا مستعمرة كروية؟

ولماذا تخسر مواهبها في المونديال مثلاً؟

عار على أوروبا أن تبقى أفريقيا أضحوكة المونديال كل 4 أعوام.. وعار على أفريقيا ألا تنتفض من تحت الرماد!

وربما ما يفعله إيتو رئيس اتحاد الكاميرون بصيص نور في ظلام أفريقيا الدامس، حيث هاجم أوروبا وانتقد سياستها الكروية الاستعمارية. ووضع المال لكرة الكاميرون لبزوغ شمس جديدة.. إيتو يحلم بلقب المونديال.

الأفارقة الأقوى بدنياً وفنياً.. وأوروبا تتفوق تكتيكياً.

فلو توفر المال ليتكون الأفريقي في قارته.. حينها «باي باي» أوروبا.. ستتذوق الويل بالماكينات والديوك والطواحين.. وهاتو التانغو وحتى سحرة البرازيل!

سينازلكم الأفارقة على لقب المونديال بشجاعة الشجعان.

هكذا يجب أن يكون المستقبل. وإذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر.. يا أفريقيا!!

Email