أقووول

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما انطلقت كأس العالم قطر 2022، عادت بي الذاكرة إلى مونديال أمريكا 1994، فهي البطولة الأولى التي أقوم بتغطيتها في حياتي، فلقد كنت أدرس وأعمل في ذلك الوقت في لوس آنجلس، أشهر مدن ولاية كاليفورنيا، والتي استضاف أكبر ملاعبها «الروزبول» 9 مباريات، ولم يكن قد تبقى على انطلاقة البطولة سوى عدة أيام، وكانت رغبتي جامحة في تغطية أحداثها، حاولت التواصل مع اللجنة المنظمة بدون فائدة، حيث جاء جوابهم صادماً، لقد أغلقنا باب طلبات تغطية المباريات منذ ستة أشهر، لكنني لم أفقد الأمل، وقمت بالاتصال بالمرحوم عبد الله الدبل، أحد أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، عضو اللجنة التنفيذية في «فيفا»، وأحد أنشط أعضاء اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم منذ 1990 وحتى 2006، وطرحت عليه رغبتي الملحة في تغطية مباريات كأس العالم، خصوصاً وأنني أعرف المنطقة جيداً، مع متابعتي المستمرة للفرق العربية في البطولة، وجاءني الرد في اليوم التالي فـ «أبو خالد»، لم يتأخر كثيراً، وطلب مني الذهاب إلى «باسادينا»، للحصول على بطاقات الدخول لكافة المباريات، بالإضافة إلى التصريح العالمي لتغطية البطولة، التي حطمت إلى الآن الرقم القياسي في عدد الحضور الجماهيري.

كانت هذه القصة، هي الأجمل، وكنت محظوظاً بمشاهدة الفوز الأغلى في حياتي، فوز المنتخب السعودي الكبير على منتخب بلجيكا، وهدف سعيد العويران الأسطوري، وصعود السعودية للدور الثاني في أول بطولة عالم تشارك في نهائياتها، ثم فوزها على المغرب، التي تذيلت المجموعة، بينما تصدرت هولندا مجموعة السعودية بفارق الأهداف.

من نجوم هذه البطولة، كان الدولي علي بوجسيم، الذي مثّل الإمارات العربية المتحدة خير تمثيل، حيث قام بتحكيم أكثر من مباراة بنجاح، ومنها مباراة تحديد المركز الثالث والرابع بنجاح منقطع النظير.

البطولة فازت بها البرازيل بالضربات الترجيحية، بعد أن تعادلت مع إيطاليا في الوقتين الأصلي والإضافي، بعدها أضاع روبرتو باجيو الركلة الترجيحية، التي أهدت البرازيل البطولة.

كما شهدت البطولة عقب انتهائها، مقتل المدافع الكولومبي اندريس اسكوبار، على يد العصابات الكولومبية، بعد أن سجل بالخطأ في مرمى بلاده، خلال المباراة التي جمعته بالمنتخب الأمريكي، فبعد تصدر كولومبيا لمجموعتها والتي ضمت الأرجنتين والباراغواي وبيرو، توقع الكولومبيون الفوز بالكأس، وراهنوا بالملايين على منتخبهم، ولكنهم صدموا بعد الخسارة من أمريكا، بسبب خطأ اسكوبار، الذي سجل بالخطأ في مرماه، والذي كلفه في ما بعد حياته.

Email