مارادونا والمونديال

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يوم المونديال أتذكر مارادونا.. أعظم لاعب في التاريخ، فإذا كان «فيفا» إمبراطورية كرة القدم فإن مارادونا حاكمها الأكبر.. وأسطورتها.. وكل شيء.

وإذا كان الإنجليز هم من ابتكروا لعبة كرة القدم فإن مارادونا من روجها في العالم.. بفضل دييغو يتابع جيل الثمانينات والتسعينات وما بعدها بفضل الإنترنت، وهم أكثر من ثلثي العالم حالياً، كرة القدم.

بفضل إبداعات مارادونا وسحره على المستطيل الأخضر عشقنا في صبانا كرة القدم.. وأصبح آلاف الأطفال لاعبين ونجوماً اقتداء به! لقد استمال قلوب الملايين.. بموهبته وتلقائيته. انطلق من بوكا وغزى برشلونة وحكم نابولي. دييغو شخصية لن تتكرر.. أبداً.

لقد نجح في إلهام أجيال وراء أجيال بكرة القدم بمجرد لمسات ومراوغات وأهداف.. بينما يصرف «فيفا» ومعه دول عدة ملايين الدولارات لصناعة لاعبين دون جدوى.

سجل هدفاً بيده في مونديال 1986 فملأ الدنيا وشغل الناس وعشق ملايين البشر كرة القدم. انهزم أمام الكاميرون في إيطاليا 1990 فأحب جيل كامل الكرة. دييغو هو كرة القدم. دييغو هو المونديال. هو أكبر من المونديال حقاً.

وأي طعم للمونديال دون مارادونا.

عام 1994 ارتعشت أمريكا خوفاً من فشل نجاح كأس العالم على أرضها، واستعطفت فيفا لإقناع مارادونا بالتراجع عن الاعتزال والمشاركة حتى لو استعان بالعقاقير.. لأن حضوره يضمن نجاح المونديال. وفعلاً شارك مارادونا وعانق الشباك وسحر الجماهير؛ ولكنهم في النهاية خدعوه وأجبروه على اختبار المنشطات فجأة. خرج من المونديال باكياً. وقال: خدعوني. وبكى قبلها في إيطاليا 90 عندما ذبحه التحكيم انتقاماً لهدف اليد في 86، مارادونا كان المونديال بحد ذاته.

كان يطلق صواريخه بتصريحاته النارية مثلما يطلق تسديداته نحو المرمى ويحرز الأهداف، هاجم أمريكا طويلاً.. وانتقد فيفا كثيراً.. وحارب بلاتر بشجاعة، وساند الضعفاء والحق والعدالة دائماً. في يوم المونديال.. لروح مارادونا ألف سلام.. ونسأل فيفا: هل فكر بتكريم روح مارادونا في قطر؟ أم أنه سيحاربه حتى ميتاً؟ سنرى... دييغو.. ارقد في لحدك بسلام.. ويكفيك صلوات عشاقك من أجيال وأجيال.

Email