أكتب هذه المقالة قبل ثمانية أيام من انتهاء الميركاتو الصيفي وسوق انتقالات اللاعبين في أوروبا وقبل 86 يوماً من انطلاق كأس العالم الأولى في المنطقة العربية والخليجية، ويبدو الرقم 86 صدفة غريبة لعنوان هذه المقالة التي خطرت لي وأنا أتابع لقاء (القمة) بين ليفربول الذي لم يحقق أي انتصار في الدوري الانجليزي ومستضيفه مانشستر يونايتد الذي بدأ واحدة من أسوأ بداياته في التاريخ فخسر من برايتون 2 - 1 ومن برينتفورد 4 - 0 وتوقع الكثيرون خسارة جديدة أمام ليفربول ناقص الصفوف، ولهذا اعتقد الكثيرون أن المدرب - الحانق على رونالدو الذي لم يلتحق بالمعسكر التدريبي - أن يشركه في هذه المباراة التي لا تحتمل الخسارة لأن الجمهور أيضاً حانق على ملاك النادي وعلى المدرب الهولندي العنيد. أريك تين هاج ترك رونالدو على الخط ووثق بلاعبيه، وأصر على أن السلوك وروح الفريق القتالية أهم من التكتيك، وقال نحن في معركة ويجب علينا التصرف وأن نكون شجعاناً ونعطي لبعضنا خيارات أخرى.
كلام كبير من مدرب لم يخف من اسم رونالدو الكبير ولا من تاريخه وغامر بعدم إشراكه، لا بل (زاد من أزمة الدون النفسية) عندما وضعه في الملعب قبل أربع دقائق من النهاية، ليقدم لنا درساً في القيادة رغم اختلاف الكثيرين معه ومنهم لاعبون ومدربون كبار.
ويبدو أن إصرار رونالدو على اللعب مع ناد مشارك في دوري أبطال أوروبا ورفض الإنتر والميلان تلميحه بالانضمام لأحدهما وإغلاق فلورينتينو بيريز الباب نهائياً أمام عودته للريال، والحديث عن فشل محاولاته الانضمام لأندية سبورتينغ لشبونة البرتغالي وتشيلسي الانجليزي وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند الألمانيين وروما الإيطالي واتلتيكو مدريد الإسباني، قد تعني أمراً من اثنين، فإما نهاية مأساوية لمسيرة أحد أفضل لاعبي العالم عبر التاريخ، أو عودة أسطورية بطريقة سينمائية قد نعرف فصولها بعد أيام قليلة، خاصة وأن لياقة رونالدو وشغفه لكرة القدم مدرسة بحد ذاتها.
في كل الأحوال قصة رونالدو مع النجومية تستحق أن تتحول لأفلام سينمائية ودراما تلفزيونية ستتعلم منها الأجيال القادمة الكثير الكثير.