كلمتي

التحول الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكتب هذه المقالة من إسبانيا التي باتت تضم رسمياً نادياً بملكية عربية سعودية ضمن أندية الليغا وهو آلميريا الذي يقوده لحظة بلحظة مالكه المستشار تركي آل الشيخ، والذي تمكن خلال فترة قصيرة من تحويل النادي والمدينة إلى وجهة رياضية وسياحية عربية والوعد بالمزيد قادم.

وخلال وجودي هنا هبط سعر اليورو لأول مرة منذ 20 سنة إلى أقل من دولار وسط حالة من التشاؤم الاقتصادي بركود قد يُعيد إلى القارة العجوز ذكريات 2008، حيث هوت الأسهم في العالم كله وليس في أوروبا وحدها، ولكن أسهم المدربين الأوروبيين تبدو مرتفعة جداً في منطقتنا العربية عموماً والخليجية بشكل خاص.

فنظرة على جنسيات مدربي فرق دوري «أدنوك» تجد تسعة منهم (حتى الآن قبل الإعلان عن مدربي الظفرة والبطائح) من القارة الأوروبية، وربما يكون أبرزهم على الإطلاق مدرب شباب الأهلي الجديد، البرتغالي غارديم القادم من الهلال السعودي، بعد أن حقق معه لقب دوري أبطال آسيا وقبلها كتب التاريخ مع موناكو، حين توج بطلاً للدوري الفرنسي ووصل لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2017، وتوج قبلها بطلاً لليونان مع أولمبياكوس العريق.

ولهذا أرى أنه الصفقة الأهم بين المدربين مع كامل احترامي للبقية، مما يعطي مؤشراً واضحاً على نية شباب الأهلي للمنافسة على كل الألقاب، وهو الذي سيفتتح مبارياته في الدوري بلقاء قمة مع الشارقة الذي يقوده الروماني كوزمين، العالم بكل دهاليز الكرة الإماراتية، والذي يطمح هو الآخر لكتابة تاريخ جديد مع الملك الشرقاوي، فيما على الجميع تجاوز العين بقيادة الأوكراني الهادئ سيرغي ريبروف، إذا كانوا يريدون الحصول على الألقاب، فالعين هو العقبة الأكبر برأيي أمام الجميع، إذا كان في حالته الطبيعية، وهو ما شاهدناه أخيراً حين حسم الدوري مبكراً، وربما تكون آسيا هي الطموح الأكبر لصاحب أول وآخر لقب إماراتي حتى الآن.

كل ما أتمناه أن يرتقي دوري «أدنوك» إلى مكانة أعلى مما شاهدناه الموسم الماضي، الذي كان عادياً جداً، سواء على صعيد المستوى الفني للفرق (باستثناء العين)، أم على صعيد الحضور الجماهيري، وكما يقولون: إن غداً لناظره قريب.

Email