كلمتي

خليجي 25

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ عام 1979 لم يستضف العراق أياً من بطولات كؤوس الخليج التي توج بطلاً لها ثلاث مرات أعوام 1979 و1984 و1988 ثم غاب عنها إلى أن عاد في نسخة 2004، الأكيد أن الجميع في الخليج كانوا يريدون رؤية كأس «خليجي» في البصرة منذ عودة الأمن للعراق، ولكن في كل مرة يكون التأجيل أو التغيير لأسباب يعلمها العراقيون قبل غيرهم، إلا أنني متفائل هذه المرة أن خليجي 25 سيقام في البصرة التي استعدت من سنوات طويلة لهذا الحدث الأكبر لمنتخبات المنطقة ومعهم اليمن رغم وجود تحدٍ كبير في الاستضافة والنقل والتنقل، والسبب هو أن البطولة ستقام في يناير2023 أي بعد أيام من ختام كأس العالم التي ستستضيفها قطر.

حتماً لن يكون هناك مقارنة بين أهم بطولة في العالم وبين بطولة إقليمية، ولكن الإثارة والتشويق مضمونان في البطولات الخليجية، التي صمدت رغم كل المطالبات بإيقافها، بحجة أنها استنفدت أسباب انطلاقها وبقائها، وهي تطوير الكرة الخليجية، التي تطورت فعلاً فنياً وعلى صعيد البنى التحتية حتى استضافت كأس العالم للرجال والشباب والألعاب الآسيوية وأمم آسيا، وتأهلت معظم المنتخبات الخليجية لكؤوس العالم بدءاً بالكويت في إسبانيا 1982 مروراً بالعراق في المكسيك 1986 ثم الإمارات في إيطاليا 1990 ثم المنتخب السعودي لست مرات أعوام 1994 و1998 و2002 و2006 و2018 و2022 مع قطر، ولم يبق إلا البحرين التي كادت أن تتأهل مرتين، وعمان التي توجت بطلة للخليج واليمن الذي نتمنى له كل الخير.

نعم كرة الخليج تطورت بفضل بطولات الخليج، ولكن لا اتفق مع من يطالب بإلغائها، لأنها بطولة لم ولن تستنفد أسباب بقائها، وأولها جمع الشباب الخليجي واكتشاف المواهب الجديدة، التي قد تظهر خلالها وتقارب شعوبها وإعلامها وهي أمور لا يمكن تجاوزها أبداً، لأن الأجيال تتعاقب وتتغير، ولأننا ما زلنا بحاجة لزيادة التنافسية بين منتخبات المنطقة، التي لم يتأهل بعضها حتى لأمم آسيا المقبلة، مثل الأزرق الكويتي الذي يمر حالياً بأصعب مرحلة في تاريخه رغم أنه أول منتخب خليجي توج بطلاً لأمم آسيا عام 1980 وأول من تأهل من الخليجيين لكؤوس العالم وأكثر من توج بكؤوس الخليج بعشرة ألقاب، ولكن آخرها يعود لعام 2010.

تقلبات أحوال المنتخبات بين صعود وهبوط واختفاء نجوم وظهور غيرهم والتغييرات الكبيرة على الإعلام بشقيه التقليدي والحديث «سوشيال ميديا»، كلها أمور تجعل من بقاء كؤوس الخليج أمراً ضرورياً وحتى غير قابل للنقاش من وجهة نظري المتواضعة.

Email