كلمتي

ليست مقارنة.. ولكن!

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتماً لن أقارن بين الدوري السعودي والدوري الإماراتي، لكن ما حدث ويحدث في الكرة السعودية الجارة للإمارات والقريبة منها في كل شيء، «باستثناء الديموغرافيا وعدد السكان»، هو أمر يدعو فعلاً لفتح المجال أمام النقاش.

دوري كأس الأمير محمد بن سلمان ملتهب بشكل غير موجود حتى في العالم كله، عشرة أندية مهددة بالهبوط، وناديان يتصارعان على اللقب بنفس الرصيد، ولقب ينتقل من نادٍ لآخر في لحظة «كما حدث في الدوري الإنجليزي»، وجماهير تملأ المدرجات، ومواهب شابة تتوج بطلة لآسيا تحت 23 سنة بدون خسارة وبدون أي هدف يطرق مرماها، وسبعة محترفين في كل نادٍ بمن فيهم حارس المرمى، وإعلام أقوى من القوي، وست مرات في نهائيات كؤوس العالم 1994، 1998، 2002، 2006، 2018، و2022، وست مرات في نهائي أمم آسيا، ثلاث منها توجت باللقب، ناهيك عن بطولات الخليج والعرب، وتتويج أنديتها بطلة للقارة.

في المقابل هنا في الإمارات دعم حكومي كبير، وملاعب يتمناها القاصي والداني، ومنشآت وبنى تحتية هي الأفضل في العالم، وإعلام قوي ومتابع، وجماهير هي الحلقة الأضعف في معادلة الكرة الإماراتية + المواهب، التي تتضاءل وتتقلص ربما لاختفاء الفريج أو المدارس الكروية في الأندية، ولكن التعداد السكاني كبير أيضاً، إضافة للمواليد والمحترفين، ومع هذا نجد الحصيلة لا تتناسب ونهضة الدولة «لقب قاري للعين، ووصافة وبطولتا خليج، ووصافة 4 مرات، وحضور آسيوي خجول على صعيد المنتخب، باستثناء 2015، والمركز الثالث ونصف نهائي 1996 و2019، يوم استضافت الإمارات البطولة على أرضها، إضافة لبعض الطفرات العمرية التي لم يتم استثمارها بالشكل الأمثل لاحقاً على صعيد المنتخب الأول، ولم يتم إيجاد آلية للبحث عن المواهب الصغيرة أو الاحتراف الحقيقي أو الخارجي، ولا حتى جذب الجمهور للمدرجات بشكل لافت، وليس لبعض الأندية أو بعض المباريات.

برأيي المتواضع لن تتطور الكرة الإماراتية بدون احتراف حقيقي، وبدون سعي وراء المواهب منذ الصغر، وتقنين الرواتب الكبيرة وحتى الخيالية، التي يتم دفعها لبعض النجوم وحتى غير النجوم، بحيث لا يكون هناك حافز للاحتراف الخارجي، والتركيز على الأكاديميات والمدارس في الأندية وخارج الأندية، وإحياء بطولات المدارس ودعمها، حتى تتمكن الكرة الإماراتية من مواكبة تطور بلدها وطموح عشاقها.

Email