كلمتي

عين العين

ت + ت - الحجم الطبيعي

نادي العين كان هو النادي الأول الذي أتعرف عليه عن قرب عند قدومي لدولة الإمارات، لأنني جئتها عام 2002، وقد توج بلقب دوري أبطال آسيا عام 2003 على حساب تيرو ساسانا التايلاندي، وما زلت أتذكر مباراتي الذهاب والإياب وكأنهما الآن، إذ فاز ذهاباً بهدفي سالم جوهر ومحمد عمر، وخسر إياباً بهدف، فتوّج لأول مرة في تاريخ بلاده بطلاً لدوري أكثر قارة مأهولة بالسكان في العالم، وهو اللقب الأول الذي تحرزه الكرة الإماراتية بهذا الحجم بعد التأهل لكأس العالم 1990.

من وقتها أحببت العين، وأحببت فيه طريقة إدارته من قبل المسؤولين المتعاقبين عليه، ووجدت أنه من أكثر الأندية احترافية في المنطقة، وليس في الدولة فقط، وعاصرت إنجازاته، ومنها وصوله لنهائي كأس العالم للأندية بعد فوزه على بطل أوقيانوسيا (ويلينغتون النيوزيلندي)، وأفريقيا (الترجي التونسي)، وأمريكا الجنوبية (ريفر بليت الأرجنتيني) حتى واجه العملاق ريال مدريد في النهائي في مباراة أتذكر تفاصليها مع الزملاء يعقوب السعدي وعلي سعيد الكعبي، حيث جلسنا سوياً نتابع قصة العين الذي كانت عينه على لقب أندية العالم، لكنه بعدها فقد لقبه المحلي لصالح الشارقة ثم لصالح الجزيرة، وفي برنامجي «صدى الملاعب» أعلن الكرواتيان زلاتكو وزوران استقالتهما أو خروجهما من النادي الذي غير تسعة مدربين (بين مؤقت ودائم) منذ 2017 وحتى الآن في محاولة لإعادة الزعيم لمنصات التتويج، وهو ما يحدث حالياً بقيادة الأوكراني ريبروف، حيث وصل بالفريق للنقطة 46 بعد المباراة الكبيرة أمام منافسه الوحيد على لقب هذا الموسم الوحدة، والتي لم أتمنى أبداً لا أنا ولا غيري أن تشهد ما شهدت من أحداث عقب صافرة النهاية، وبعدها من عقوبات وما رافقها من جدل وعبارات وتعليقات عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا، وما زالت متفاعلة حتى الآن، ولن أدخل في جدلية من المسؤول ومن (المظلوم)، لأن ما حدث لا يصب في صالح كرة الإمارات ولا صورتها الداخلية والخارجية، رغم أن أحداثاً مثل هذه يمكن أن تحدث في أي بلد وفي أي مباراة كبيرة بين فريقين كبيرين، لهذا أتمنى أن يكون ما حدث درساً يتعلم منه الجميع، لأن كرة القدم بالأساس لعبة عاطفية بكل مكوناتها، ولا أحد يريد لحادثة أن تتطور، أو أن تخرج الأمور عن سياقها الرياضي في أية مناسبة أو مواجهة أو بطولة كانت مهما كان حجمها، لأن الأهم هو الرياضة والروح الرياضية والتنافس الخالي من العنف اللفظي أو الجسدي.

Email