كلمتي

دبي حيث يُصنع المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي خواطر جالت في بالي وأنا أقود سيارتي في طريقي إلى حفل افتتاح متحف المستقبل في دبي، وكنت قادماً من حيث أسكن قرب تلال الإمارات مروراً بدبي مارينا ثم القناة المائية وبيزنيس باي والفاينانشال سنتر، وللصدفة فقد كان افتتاح المتحف في 22 فبراير 2022 وتصادف أنني جئت إلى دبي في فبراير من عام 2002 أي قبل عشرين عاماً بالتمام والكمال.

ولكن..

عندما جئت دبي أول مرة في منتصف التسعينيات كانت الأبنية الشاهقة تصعد في شارع الشيخ زايد وعندما سكنت فيها كانت دبي (السكنية) تقريباً تنتهي عند جسر الدفاع ومزايا سنتر.. وقتها كانت مدينة الإعلام تنهض لتحتضن آلاف القادمين من الخارج مثلنا الذين كنا نبث ونعمل ونعيش في لندن وهي إحدى أهم عواصم العالم المتطورة وبعضنا تخوف من النقلة، ولكننا عندما سكنا دبي لم نشعر بأي فارق سوى فارق الحب والدفء والسلاسة في التعامل، والأهم الأمان الذي ينشده كل إنسان على ظهر هذه البسيطة.

وقتها كانت دبي صغيرة وبينما كنا نعيش ونعمل شاهدنا بأم العين كيف نهضت هذه المدينة بشكل غير مسبوق في التاريخ الإنساني والعلمي والحضاري.

شاهدت مناطق كاملة تظهر خلال سنوات قليلة مثل الجي بي آر، وبلو ووترز، ومردف والخوانيج، والقصيص، والبرشاء، وسيتي ووك، ولامير، ودبي باركس أند ريزورتس، وآي إم جي وورلد، وبرج خليفة، ووسط البلد المذهل، ودار الأوبرا وإطار دبي، وعين دبي وسفاري دبي، والنخلة واتلانتيس، ونخيل مول ومول الإمارات، ومردف سيتي سنتر، ودبي هيلز، واستوديو سيتي، وبرودكشن سيتي، ومدينة إكسبو، وشاهدت كيف وصل الإماراتيون للمريخ، وكيف صار جواز سفرهم الأول في العالم، وشاهدت كيف يندهش الألماني والأمريكي والفرنسي والكندي عند قدومه لبلد كان يظنها صحراء قاحلة، وكيف باتت الإمارات ودبي تحديداً حلم كل شاب وفتاة وكهل وصغير، وكيف تحول مطارها إلى مكان يستقبل حوالي 30 مليون مسافر سنوياً ليطيح بمطار هيثرو الذي كنا نظنه الأفضل في العالم، ولكن بعد دبي صارت المقارنات صعبة على أية مدينة في العالم مهما كانت عريقة أو كبيرة.

دبي صنعت المستقبل ولم تنتظره والسبب في نظرة قيادتها وطريقة تعاملهم مع الأحلام وتحويلها إلى واقع .. ودبي كوكب آخر.

Email