كلمتي

الجائزة الجدلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا أعتقد أن هناك جائزة في العالم لا يُثار حول نتائجها الجدل مهما كانت هذه الجائزة راقية ولها معايير كبيرة وصارمة بدءاً من جوائز نوبل وانتهاءً بأصغر جائزة موجودة في عالمنا ومنها جوائز «فيفا» لأفضل لاعب ومدرب وحارس ولاعبة في العالم.

وأعتقد أنه طالما هناك أمزجة وتصويت ومشاعر (ووطنيات) ومحسوبيات لهذا فلن تصل أية جائزة لإجماع على من نالها، اللهم إلا في مناسبات نادرة، وأتذكر أنني قدمت ندوة في مؤتمر دبي الرياضي الدولي عام 2013 مع الإسباني تشافي وكان ريبيري وقتها يلعب في بايرن ميونيخ وتوج كأفضل لاعب في أوروبا وأحرز مع النادي البافاري الدوري وكأس السوبر الألمانية ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وهو إنجاز لا أعتقد أن هناك لاعباً في العالم أحرزه في موسم واحد، وفي بطولات هي الأقوى في العالم مثل أندية أوروبا والدوري الألماني، ومع هذا حرموه من الجائزة التي ذهبت إلى البرتغالي رونالدو، ووقتها قالها ريبيري بكل حرقة وألم (إذا لم أفز بالجائزة الآن وأنا في قمتي متى سأفوز بها؟)، وهو فعلاً لم يتوج بها رغم أنه الأفضل وهو ما حدث أيضاً مع جائزة 2020 والآن يحدث مع جائزة 2021 التي قيل إن العربي المصري محمد صلاح يستحقها وهو الذي يعيش أفضل مواسمه على الإطلاق مع ليفربول وحطم كل الأرقام القياسية، ولكنها ذهبت للبولندي ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونيخ الذي تواجد قبلها بأيام في دبي ضمن مؤتمرها الرياضي الدولي وتوج أيضاً بجائزة غلوب سوكر لأفضل لاعب في العالم وزار إكسبو والتقى الجمهور هناك.

البعض يقول إن ليفاندوفسكي يستحقها إذا كانت المقارنة بالأرقام مع صلاح، والبعض يقول إن المصوتين لم يكونوا منطقيين وكانوا عاطفيين ويصوتون لأصحابهم (ميسي مثلاً صوت لنيمار) فيما صوّت رونالدو لليفاندوفسكي أما صلاح فصوت لجورجينيو نجم إيطاليا وتشيلسي، ووضع ميسي بعده ثم ليفاندوفسكي ثالثاً، ولكن على الأقل صوّت صلاح لمنافسيه، بينما تجاهله تماماً ميسي ورونالدو وليفاندوفسكي ولم يمنحوه أي صوت ولا أي مركز، ولهذا نقول إن القصة ليست فقط بالأرقام ولا أعتقد أن ميسي ورونالدو كانا يستحقانها في السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن ربما لأغراض تسويقية ودعائية، وربما لأمور أخرى نجهلها هيمن الاثنان على الجائزة لأكثر من عقد من الزمن ونحن كعرب يكفينا فخراً أن واحداً منا نافس على اللقب مرتين ووصل إلى أن يكون أحد أفضل لاعبي العالم حتى لو لم يتوج رسمياً باللقب.

Email