كلمتي

وماذا بعد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

كأس العرب.. وانتهت بكل ما حملته لنا من مفاجآت ونتائج، والأهم من دروس يجب ألا تمر مرور الكرام على جميع المنتخبات التي شاركت، وليس بالضرورة «الأبيض» الإماراتي لوحده.

ولكن وبما أن «البيان» مطبوعة إماراتية لهذا من الطبيعي أن أخصص كلامي عن منتخب الإمارات الذي حقق ست نقاط من فوزين على سوريا (ناقصة سبعة لاعبين من بينهم أفضل ثلاثة مهاجمين وهم عمر السومة وعمر خربين والمواس) بهدفين لهدف، وعلى موريتانيا بهدف الوقت القاتل، وخسر من تونس بالصف الثاني، وتأهل للدور ربع النهائي بفضل فوز موريتانيا على سوريا ثم واجه قطر الدولة المستضيفة في المباراة الكارثية التي انتهت في شوطها الأول بالخمسة.

حسناً سمعنا الكثير من الكلام خلال المباراة وبعدها، وسمعنا مطالبات ومناشدات، وسمعنا تحليلات وآلاف التعليقات، ولكن برأيي هي في غالبيتها انفعالية يمكن أن ينساها الكثيرون لو فازت الإمارات مثلاً في مباراتها المقبلة في تصفيات كأس العالم على سوريا يوم 27 يناير 2022 أو حققت نتيجة كبيرة على العراق يوم 24 مارس أو فعلت ما هو غير متوقع أمام كوريا الجنوبية في ختام التصفيات يوم 29 مارس.

الفكرة بكل بساطة أن منظومة كرة القدم في الإمارات لم تواكب التطور الكبير، الذي صاحب الدولة خلال 50 عاماً رغم تأهلها عام 1990 إلى نهائيات كأس العالم في إيطاليا، حيث خسرت من ألمانيا 1 - 5 ومن يوغسلافيا 1 -4 ومن كولومبيا بهدفين، أي سجلت هدفين، واهتزت شباكها 11 مرة خلال ثلاث مباريات.

وقتها البعض رأى النصف المليان من الكأس، وهو التأهل بعد أقل من عشرين سنة على اتحاد الإمارات وتسجيل هدف على ألمانيا عبر خالد إسماعيل وهدف على يوغسلافيا عبر علي ثاني ولم تكتف كرة الإمارات بهذا فقط بل وصلت لوصافة أمم آسيا 1996 على أرضها، وتربع العين على عرش أندية القارة 2003 ووصل الأهلي والعين لنهائي الأندية الأبطال أكثر من مرة، وهذا النصف المليء من الكأس، ولكن النصف الفارغ هو في ضعف الدوري وغياب الجمهور، والأهم غياب الاحتراف الحقيقي للمنظومة الكروية الإماراتية وعلى رأسها اللاعب الذي هو عماد أي منتخب أو نادٍ وتغيير المدربين باستمرار وعدم الصبر عليهم.

لهذا يجب أن تكون هناك وقفة حقيقية وجادة مع كرة الإمارات بين المختصين والمهتمين (من دون ردود الفعل الآنية) لمعرفة مرضها الحقيقي وحقيقة علاجها إن كانت بالأساس... تعاني.

Email