كلمتي

الصرخة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حتى أكون منصفاً للأمور أقول إن هذه النسخة من كأس العرب، هي الأحلى والأجمل والأمثل، التي تابعتها خلال أربعين سنة من عمري كإعلامي رياضي، وهي ترقى إلى مستوى بطولة عالمية، والأسباب واضحة، فهي الأولى في التاريخ التي تجرى تحت راية الفيفا وإشرافه، وهذا أول أسباب نجاحها، لأن البطولات العربية السابقة كانت في غالبيتها عرضة للخلافات والاعتراضات والغيابات، وهي الأولى التي تجرى على ملاعب كلها ستستضيف نهائيات كأس العالم 2022، وهي الأولى التي يقودها حكام أجانب، مستعينين بالحياد والفار وعدم مجاملة أي منتخب على حساب أي منتخب آخر، وأعتقد جازماً أنها الأولى التي لا نشاهد فيها اعتراضات أو انسحابات أو خلافات حول التحكيم، رغم الجدل الذي صاحب بعض القرارات، ولكنها طالما الحكام أجانب فالكل مقتنع أنها أخطاء بشرية أو حتى تكنولوجية.

«الأبيض» الإماراتي كان المنتخب الوحيد في البطولة الذي حقق ست نقاط من مباراتين، ولم يكن قد ضمن التأهل للربع نهائي فلو فازت سوريا على موريتانيا وخسرت الإمارات من تونس لما تأهل «الأبيض»، ورغم النقاط الست إلا أن حالة الرضا لم تكن كاملة أو حتى 75% على المنتخب، وهي حالة مستمرة خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، حتى الفوز على لبنان خارج الديار، وهو الذي منح المشجعين والمتابعين بعض الأمل بالبقاء في ساحة المنافسة على الوصول لقطر 2022.

مواجهة الربع نهائي كانت أمام صاحب الضيافة بطل آسيا والمتمرس منذ سنوات بقيادة الإسباني فيليكس سانشيز الذي شارك في تصفيات كأس العالم ضمن قارة أوروبا رغم تأهل المنتخب، وشارك في كوبا أمريكا وفي الكونكاف وهو حتماً أكثر جاهزية بعناصره من الإماراتي، ولكن ما حدث في الشوط الأول أمانة غير معقول ولا مقبول لمنتخب توج بطلاً للخليج ووصافة أمم آسيا، ولديه منشآت مذهلة وإمكانات ودعم وإعلام ومرافق وبنى تحتية وأكاديميات وكل ما يتمناه أي لاعب أو صاحب موهبة في الدنيا.

الإمارات بلد الرقم واحد، متقدمة في كل شيء، ولكن كرة القدم فيها بشكل خاص والرياضة بشكل عام لا تواكب هذا التقدم، من وجهة نظري، ولا من وجهة نظر من سألتهم من النقاد العرب قبل أن أكتب هذا المقال، أما بعد النتيجة الكبيرة فوسائل التواصل الاجتماعي وحدها تعطينا المزاج الشعبي عن كرة القدم الإماراتية وعن المنتخب وعن كل مفاصل اللعبة.

Email