كلمتي

لماذا الهلال؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

من حق البعض أن يتساءل: لماذا سأكتب عن الهلال السعودي تحديداً، ولماذا تخصص له كل هذه المساحات من التهاني والتبريكات لتتويجه زعيماً لقارة آسيا للمرة الرابعة كبطل للأندية والثامنة في كل البطولات؟

الأكيد أن الهلال هو أحد أشهر أندية الخليج من دون منازع وأحد أشهر الأندية العربية، وهو زعيم أكبر قارة مأهولة بالسكان في العالم، ولكن الأكيد أن الهلال نموذج متفرد للأندية العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص، فهو مؤسسة قائمة بحد ذاتها منذ التأسيس وحتى الآن، وهو النادي صاحب البطولة الجماعية ولم يكن يوماً (وان مان شو)، ولا أعتقد أنه سيكون كذلك في أي يوم من الأيام.

في هذا النادي (هناك ثقافة هلالية) رغم أنه يضم محترفين أجانب يأتون ويرحلون ولاعبين محليين يأتون من أندية أخرى، ولكن بمجرد وجود الجميع تحت كنف الهلال ينصهرون في مجموعة واحدة ويتحدثون بطريقة واحدة من رئيسهم حتى أصغر عضو في منظومتهم.

الرؤساء يأتون ويرحلون والجمهور يشجع الكيان ولا يشخصن التشجيع بأشخاص أبداً مهما كان حجم وقوة هؤلاء الأشخاص، والنجوم سابقون وحاليون جميعهم على قلب واحد، والتكريم لدى الإنجاز لابد أن يشمل اللاعبين القدامى والإدارات السابقة، ويوم تتويج الهلال بدوري الأبطال رفض رئيس النادي فهد بن نافل عبارة (أنت حققت بطولتين آسيويتين)، وقال الهلال ومجموعته من حققوا ذلك، وبالوقت نفسه أهدى لاعبهم السابق خالد التيماوي، الذي غاب عن الإعلام 21 سنة، أهدى اللقب لمؤسس الهلال الراحل عبد الرحمن بن سعيد ولرئيس الهلال الراحل الأمير عبد الله بن سعد، وهناك من أهدى اللقب للنجوم الذين رسّخوا فكرة الهلال، وللإداريين الذين سهروا على راحة لاعبي الهلال.

كل الرؤساء السابقين يحضرون المباريات وحتى التدريبات، ولكن من دون أي تدخل في عمل الرئيس الحالي أياً كانت هويته، وكل مشكلات الزعيم السعودي تبقى حبيسة الغرف المغلقة ولا تخرج للعلن اللهم إلا نادراً، ولدى الزعيم جمهور مذهل داخل المملكة وخارجها، وهو لا يرضى بغير البطولات، وهو وقود تميز هذا النادي الذي تقول الوقائع إنه الثابت أبداً في معظم المنافسات، بينما الآخرون يتغيرون أو يغيبون أو يتعثرون لسنوات طويلة ثم للمنافسات يعودون.

مبروك للزعيم السعودي رابع ألقابه الآسيوية، وأتمنى أن تسود عدوى الهلال كمنظومة الكثير من أنديتنا العربية.

Email