كلمتي

قبل وبعد الفوز الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

من المفترض على أي ناقد أن يكون صريحاً وشفافاً وبعيداً عن المجاملات إذا كان هدفه الأساسي هو المصلحة العامة، وللأمانة أقول إن المنتخب الإماراتي بوضعه الحالي وتركيبته الحالية ليس مؤهلاً للتأهل لنهائيات كأس العالم 2022 حتى لو حل ثالثاً في مجموعته بعد إيران وكوريا الجنوبية اللتين أراهما في النهائيات منذ أول جولتين «ما لم تحدث معجزات»، رغم أن المنتخبين ليسا في أفضل حالاتهما، ولكن الضعف الشديد الذي تعانيه كل منتخبات المجموعة الأولى غريب وعجيب ،وللأمانة فحتى فيتنام التي لم تحصد أية نقطة من ست مباريات ضمن المجموعة الثانية يبدو مستواها أفضل من المنتخبات العربية الأربعة المشاركة في المجموعة الأولى.

ليس المهم أن نفوز على بعضنا فقط بل أن يكون لكرتنا حضور وهيبة «مثل العماني في المجموعة الثانية»، والذي قدم مباريات كبيرة آخرها أمام اليابان رغم خسارته الغريبة بهدف على أرضه وكان الأجدر بالفوز.

البعض قد يقول إن التأهل لكأس العالم حلم بغض النظر عن أي شئ آخر، وهذا رأي نحترمه وله مؤيدون ،ولكني أرى أن أي منتخب في العالم يجب أن يكون قادراً على تمثيل طموحات مشجعيه حتى لو لم يفز ولكنه على الأقل يقدم ما يرضيهم، وأعتقد أن الأبيض الإماراتي مؤخراً لم يتصالح مع الجماهير رغم الفوز على لبنان ورغم استدعاء لاعبين «كبار في السن وبعضهم لا يلعب في ناديه» ،والسبب برأيي أن القاعدة التي ترفد المنتخبات الوطنية بالمواهب والخامات قاعدة شحيحة ولا تتناسب نهائياً مع طموحات الشارع ،ولا تمنح المدربين القدرة على الاختيار ولا تعطي البديل القوي والقادر على ملء فراغ الإصابات والغيابات، وحتى التجنيس لم يكن الحل الأمثل للكرة الإماراتية ،وأعتقد أنه يجب من الآن إيجاد حلول «وهي ممكنة» لمنظومة كرة القدم الإماراتية بغض النظر عن تأهل المنتخب للنهائيات من عدمه.

أعرف أن هناك من يقول الآن إن الأهم هو التأهل وبعدها لكل حادث حديث ،وأيضاً هذه وجهة نظر أحترمها، ولكن ما رأيته خلال تواجدي على الأرض الإماراتية لأكثر من عشرين عاماً والتطور المذهل للدولة وبناها التحتية ومكانتها العالمية أجد أن الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص هي الأقل مواكبة للتطور الذي تشهده الدولة على كافة الصعد، رغم الدعم الكبير والسخي لكل مرافق الرياضة وأولها المنشآت التي يحلم أي لاعب في أية دولة في العالم أن يجدها ،ناهيك أن يلعب بها ووجود مدربين عالميين ومحترفين كبار وإعلام قوي وقنوات وجرائد وكل ما من شأنه تهيئة الأمور لكرة قدم منافسة آسيوياً على الأقل.

Email