كلمتي

أمة اقرأ.. تقرأ

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يميز الإمارات التي تحتفل بعيدها الخمسين قريباً هو تنوعها وتكامل إماراتها صناعياً واقتصادياً وثقافياً وسياحياً ورياضياً، واهتمام قادتها بكل مناحي الحياة فيها بنفس الدرجة من الرعاية، لهذا نافست الدولة أهم دول العالم في كل شيء حتى تبوأ جواز سفرها الرقم واحد عالمياً، وهو الرقم الذي يعشقه حماة هذه الإمارات ومنهم راعي الثقافة والأدب والفكر، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي قدم للإمارات وللعرب والعالم أهم وأكبر معرض للكتب في الدنيا، وهو معرض الشارقة الذي يحتفل هذه السنة بعيده الأربعين، متوجاً على عرش أكبر معارض العالم من حيث بيع وشراء الكتب.

الثقافة أساس الحضارة الإنسانية والشعوب المثقفة والمتعلمة هي القادرة على منافسة الآخرين والتواصل معهم والاستفادة من ثقافاتهم، وإحياء موروثها القديم بما يتناسب مع تحولات العصر، وهي القادرة على فهم وهضم فكر وثقافات الآخرين، وبالتالي أمة مثقفة غير أمة جاهلة، ونحن العرب والمسلمين أمة اقرأ، التي قيل إننا فقدنا اهتمامنا بالكتاب، وأن الضحالة تغلغلت فينا وفي أبنائنا، ولم نعد نقرأ سوى بضع كلمات على الإنترنت لتتراجع أهمية الكتاب إلى الصفوف الخلفية، إلا أنني وجدت هذا الكلام غير دقيق أبداً عندما زرت معرض الشارقة وتشرفت بإدارة إحدى أهم ندواته مع الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي، فرغم قيود كورونا التي ما زالت تهيمن على الذاكرة الإنسانية وعلى تصرفاتنا اليومية إلا أن عدد زوار المعرض بالملايين، والنهم للقراءة مُفرح ويثير فينا السعادة بأن أمة اقرأ تقرأ وتواكب الدنيا، لا بل تتفوق عليها وعلى كثير من الدول (التي كنا نتصورها عظمى) فإذا هي هشة.

من حق الإمارات أن تفخر بما تقدمه للثقافة خصوصاً بعدما تمكن صاحب السمو حاكم الشارقة من تحويل الحلم إلى حقيقة، وتقديم المعجم التاريخي للغة العربية بعد 76 سنة من الانتظار، وبدأت أجزاؤه الـ 17 بالظهور، ومن حقنا أن نشكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على المبادرات الرائدة مثل تحدي القراءة وصناع الأمل والترجمة وجوائز دبي للصحافة العربية وقمم المعرفة والتواصل وقمة أقدر العالمية وإكسبو، وكل ما من شأنه تقديم حافز مهم للتعايش والتسامح والتآلف والتواصل بين شعوب العالم المتواجد منهم أكثر من مئتي جنسية على الأرض الإماراتية.

لا نقول مبروك لكم أصحاب السمو شيوخ الإمارات بل نقول: مبروك لنا، لأننا نحن من يستفيد من هذه المبادرات، ونحن من نشعر أننا بينكم وكأننا منكم لأنكم جبلتم على الخير والمحبة والعطاء والتسامح.

Email