كلمتي

الغضب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كعربي أتمنى الخير لكل المنتخبات العربية من المحيط للخليج في كل البطولات ،وكعاشق لكرة القدم أتمنى أن يتأهل الأفضل ومن يمثلنا خير تمثيل، ولا أحب ولا أتمنى أن تكون مشاركات العرب مجرد احتفالية ومشاركة لمجرد المشاركة، بل مشاركة حقيقية فيها منافسة وفيها بصمة،

فهناك من ألّف كتاباً عن أول انتصار للعرب في كؤوس العالم وكان للراحل عدنان بوظو بعنوان «تونس صيحة العرب في الأرجنتين» يوم فازت تونس على المكسيك محققة أول انتصار لنا جميعاً عام 1978 ،وما زلنا نتذكر أول مشاركة سعودية في الولايات المتحدة 1994 والتأهل للدور الثاني، وهي أفضل مشاركاتها الخمس حتى الآن، أما مشاركات الجزائر والمغرب وتونس والعراق والكويت ومصر والإمارات ففيها ما بقي في الذاكرة «مثل المغرب والجزائر وتونس»، وفيها من لم يترك سوى بصمة التأهل التي كانت في وقتها علامة فارقة، ولكن مع تطور كرة القدم باتت إفريقيا منافسة وبقوة، وفي آسيا التي لا زالت أقل بكثير من أفريقيا ،إلا أن كوريا الجنوبية وصلت للنصف نهائي.

لذلك فلتعذرني منتخبات الإمارات والعراق وسوريا وحتى لبنان، وهي التي تلعب ضمن المجموعة الأولى فهي بشكلها الحالي أقل مستوى فني من كل منتخبات المجموعة الثانية ومن ضمنها فيتنام المتذيلة بدون ولا نقطة، ولا أعرف إن كانت هذه حالة مؤقتة ولكن لو أخذنا المنتخب الإماراتي الذي عنونت مقالتي السابقة عنه «بالعتب» واليوم «بالغضب» لأن الشارع والنقاد والمختصين عتبوا على المنتخب في أول ثلاث مباريات بعد تعادله مع سوريا ولبنان، ثم تحسن أمام إيران قبل أن يخسر، ولكنه أمام العراق دخل دوامة كادت أن تبعده عن حلم المونديال لولا هدف التعديل من علي مبخوت «ثم الهدف الذي لم يحتسب» ولكن كل الغضب انصب فقط على شخصية المدرب الهولندي مارفيك وتبديلاته وخوفه وبدرجة أقل «اللاعبين» الذين أضاعوا فرصاً بالجملة لو سجل ربعها لما كنا نتحدث عن الموضوع من أساسه الآن، ولا أعتقد أن المسألة يمكن أن تنحل بإشراك تيغالي أو فلان مكان علان، بل بالبنية التحتية للاعبين الذي يجب أن نعود للبحث عنهم في المدارس والأكاديميات وفي الشارع، وإرسالهم للخارج والاحتراف الحقيقي والدوري الذي يفرز منتخباً قوياً وحتى لو تأهل «الأبيض» للمونديال إلا أن الصورة الأكبر يجب أن تبقى في البال وهي أن التأهل يجب أن يكون منهجياً وليس فورة تحدث مرة كل ثلاثين عاماً.. أو يزيد.

Email