الطبيعي أنه من أراد التأهل لكؤوس العالم عليه أن يلعب كل مباراة في التصفيات النهائية والحاسمة على أنها مباراة كؤوس، وهذا ما تفعله معظم المنتخبات التي تواجه بعضها البعض وسط ظروف غير طبيعية للبعض، مثل المنتخب اللبناني الفاقد لثمانية من لاعبيه خمسة منهم بكورونا وثلاثة مصابين، أو المنتخب السوري الذي يفتقد لواحد من أهم عناصره عبر تاريخه هو عمر السومة المصاب والذي لم يلعب أمام الإمارات وإيران، أما المنتخب الإماراتي فقد ضيّع فرصة الحصول على ست نقاط كاملة في مباراتيه أمام لبنان وسوريا على التوالي، ففي الأولى كانت لديه أفضلية الأرض والجمهور والدعم الكبير من الشارع والناس والإعلام والقيادة، والثانية عندما استغل خطأ غريباً من الحارس السوري وسجل فيه علي مبخوت هدفه التاريخي رقم 78 الذي عادل به رقم البرازيلي الأسطورة بيليه، ولكنه منح التعادل للسوريين بخطأ دفاعي، ولكن وللأمانة فالتعادل سيئ لطرفيه، فالسوريون خسروا مباراتهم الافتتاحية من إيران وكان يمكن لهم التعادل على الأقل، وفي الثانية لعبوا في الأردن التي تعتبر أرضهم وأمام جماهيرهم التي حضرت وآزرت وكان يمكن لهم أيضاً أن يخرجوا بنتيجة أفضل لو توافر لديهم وقت أطول للتجمع والتحضير والتدريب والمباريات الودية القوية.

حتماً نقطتان من ست ليستا كافيتين للإماراتي، ونقطة من ست قليل ومحبط للسوري والعراقي ومثلها للبناني مقابل ست لإيران وأربع لكوريا، أي أننا نعود للمربع الأول الذي كان يقول إن البطاقتين المباشرتين محصورتين إلى حد كبير بين كوريا الجنوبية وإيران، وللأمانة فكوريا التي تابعتها أمام العراق ولبنان ليست بعبعاً أبداً ولا هي بالمنتخب العصي على الخسارة، ولا حتى المنتخب الإيراني الذي تجاوز السوري بهدف، والعراقي بأخطائه الدفاعية مع كامل تسليمنا واحترامنا لنجومه الكبار المحترفين، ولكنه يبقى منتخباً ثقيل الحركة، وهي عادة سيئة على أرضه، قوياً خارجها.

وأقول هذا الكلام بحكم المواجهات السورية الإيرانية كروياً والتي تعود لأوائل سبعينيات القرن الماضي، وما زالت حتى اليوم تشكل عقدة للسوريين وهم من حرموهم من المشاركة في مونديال روسيا 2018 عندما كان التعادل كافياً ليتأهل السوريون مباشرة ولكن الإيرانيين لعبوا المباراة وكأنها نهائي كأس العالم وانتهت بالتعادل 2/‏2 على الأرض الإيرانية. صحيح بقي ثماني مباريات لكل منتخب، ولكن هناك من جمع نقاطاً أكثر من البقية، ولهذا باتت له الأفضلية.