العروبة والأقوياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

شخصياً أول مرة أتعرف عن قرب على فريق العروبة كانت هذه السنة عندما تواجد النادي الذي تأسس عام 1972 في دوري أدنوك للمحترفين - وهذا من جهلي أنا وليس بسبب النادي العريق - ولكن العادة جرت أن يعرف الناس بالأندية التي تتواجد في الأضواء وتنافس على البطولات وهذا العرف في العالم بأسره ولكن العروبة اجتهد ونال ما تعب لأجله وهو التواجد تحت الأضواء، وما يعنيه هذا التواجد من زخم إعلامي ونقد طالما أنه فعلياً في دائرة الضوء، وللأسف كانت بدايته متعثرة جداً ففي أول مباراة خسر من الوحدة بالأربعة ولم يقدم ما يشفع له أبداً، وفي الثانية خسر بالخمسة من النصر أي تسعة أهداف في مباراتين ،بينما قدم من صعد بصحبته وهو الإمارات، مباراتين كبيرتين أمام شباب الأهلي والعين رغم خسارته للمباراتين وهنا لب الموضوع الذي أريد الحديث عنه في هذه المقالة «الأداء وليس النتيجة فقط».

فالتواجد بين الأقوياء يفترض استعداداً خاصاً وعناصر قادرين على ترك البصمة حتى لو هبط الفريق مجدداً، لأن الصعود ليس هدفه فقط التواجد الشرفي بل هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن تفيد النادي ومنطقته وجماهيره ولاعبيه، فهذا هو الهدف من تأهل أي ناد في العالم إلى الدوري الممتاز، أي الظهور المشرف واكتساب الخبرة والمال وانتشار شهرة اللاعبين وازدهار المنطقة، فأنا مثلاً قرأت عن النادي وسألت عنه وسمعت عن منطقته الجغرافية الخلابة جداً في الفجيرة ما بين بحر وجبل ومناظر ساحرة، وسمعت عن محبة أهالي المنطقة للرياضة وممارستهم ليس فقط لكرة القدم بل للدراجات وألعاب القوى والسباحة وكرة الماء وكرة الطاولة واليد والسلة والطائرة، إضافة للنشاطات الثقافية التي أجدها ضرورية في أي ناد في العالم، فالنادي هو البيت الثاني لأبنائنا وحتى عوائلنا ولهذا فمهم جداً أن يكون ظهور العروبة في دوري أدنوك مفيداً أكثر من مجرد تواجد، خاصة مع زيارة أندية العين والنصر والوصل والوحدة والجزيرة وشباب الأهلي والشارقة وهي الأندية الجماهيرية الأكبر في الدولة

بالتالي ستكون فرصة كبيرة للمنطقة أن تتنشط سياحياً وثقافياً وكروياً ومشاهدة نجوم الإمارات ومحترفي دوريهم الكبار لهذا، ورغم إبرام النادي 14 صفقة لتدعيم صفوفه منها استعارة جينالوكا مونيز من الوحدة، وأحمد الحوسني من بني ياس، والتعاقد مع الحارس منصور غلوم، والبحريني علي مدن، وأحمد مال الله إلا أن البداية تبدو صعبة جداً، رغم إدراك الجميع لذلك وأولهم مدرب الفريق التونسي فتحي العبيدي الذي حدد هدفه بالبقاء بين الكبار وهو المدرب المخضرم الذي درب الأفريقي التونسي العريق والكبير ولكن تبقى الإمكانيات المالية والفنية ونوعية اللاعبين هي التي ستحدد إن كان العروبة سيبقى في الأضواء أم لا.

 

Email