دورة طوكيو الأولمبية انتهت، لكن من المفترض أن دروسها لم تنته، ويجب ألا تنتهي، ليس لأن الإمارات خرجت من دون أية ميدالية، فهناك دول كثيرة وكبيرة خرجت أيضاً من دون ميداليات، ولكن لأنه كان ومازال بالإمكان أفضل مما كان، خصوصاً مع عملية بناء بطل في لعبة فردية وكل ما أحرزه العرب في تاريخهم (ما عدا برونزية الكرة الشاطئية أخيراً) كان عبر الألعاب الفردية، وهو ما حققته الإمارات في الرماية والجودو.

وفي نظرة على تغريدات بعض الزملاء والمهتمين بالشأن الرياضي ربما نجد حلولاً جذرية لمشكلات دائمة، فبناء بطل واحد على مستوى أولمبي وعالمي سيضمن حضوراً لبلاده لعشر سنوات وربما أكثر.

زميلنا يعقوب السعدي غرّد بقوله: في أولمبياد طوكيو إعداد ضعيف واختيارات غير مناسبة واسم الإمارات غير موجود بين كل الدول التي حقق لاعبوها ميداليات، وكأننا لم نشارك، وقال في تغريدة ثانية: إذا كانت اتحاداتنا غير قادرة على إعداد بطل أولمبي واحد في أية لعبة لماذا لا نتجه إلى إقامة مراكز تدريب متخصصة تديرها شركات عالمية محترفة مع مشروع وطني لاكتشاف المواهب، وهذا معمول به في العالم كله، الرياضة الآن علم وصناعة وواجهة تعبر عن واقع الأمم وما نراه لا يعبر عنا حسب كلام بو نواف.

حتماً الكل يرغب في تواجد على منصات التتويج وحتماً الأمر ليس سهلاً لأن كل دول العالم تسعى ولكنه ليس مستحيلاً، فإيطاليا توجت بذهبية المئة متر جري رجال 4x100 متر وسط وجود أمريكا وجامايكا والعمالقة التقليديين، والهند توجت بطلة لرمي الرمح للرجال، تمكنت مهاجرة من إحراز ثلاث ميداليات اثنتان ذهب وثالثة برونز في ثلاث سباقات مستحيلة هي 1500 و5000 و10 آلاف متر جري وهي سيفان حسن، وبالتالي فيمكن إيجاد الموهبة ورعايتها والاعتناء بها حتى تثمر ذهباً وفضة وبرونز أولمبياً وعالمياً وقارياً.