كلمتي

الدرس الأهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرة القدم ليست مجرد مباريات ومنافسات وبطولات نتابعها، بل هي أيضاً دروس نتعلمها ونتعظ منها، وللأمانة فما شاهدته في بطولة أمم أوروبا يفوق بكثير ما حدث داخل الملاعب أو على المدرجات، وفي كل مباراة إن كان في الأدوار الأولى أم الإقصائية هناك دراما وإثارة وأيضاً دروس وعبر أنا شخصياً تعلمت منها الكثير، ومنها ما قرأته لمدرب منتخب إسبانيا لويس انريكة عقب الخسارة «المؤلمة» من إيطاليا بركلات الترجيح وفشل الإسبان للمرة الأولى في تاريخهم في التأهل لنهائي بطولة كبرى بعد وصولهم لنصف النهائي... ورغم أنهم كانوا الأفضل والأخطر وضغطوا على الطليان باعتراف الطليان أنفسهم ورغم أن الخسارة جاءت بعد إضاعة الطليان لأول ركلة ترجيح وكان يمكن للإسبان الاستفادة من العامل النفسي ولكنهم أضاعوا ركلتهم الأولى أيضاً إلا أن المدرب انريكة خرج علينا بتصريح يستحق عليه مقالات وليس مقالة واحدة إذ قال بالحرف «في كرة القدم الاحترافية نتعلم السعي للفوز ونتعلم أيضاً تقبل الخسارة ولهذا يجب أن أهنئ المنتخب الإيطالي على تأهله للنهائي».

انريكة لم يتكئ على المقولات التقليدية التي نسمعها من عشرات المدربين من الإرهاق والحظ وسوء الطالع والتحكيم وأن هناك ضربة جزاء لم يتم احتسابها عندما لمست الكرة يد المدافع الإيطالي والنتيجة 1- 1 وكانت لمسة واضحة للعيان ولا تحتاج لـ«فار» ولكن الحكم قدّر أنها غير مقصودة، ولم يتحدث عن أي عامل خارجي تسبب في خروجه من البطولة التي كان مرشحاً للفوز بها ولم يتغن بأداء منتخبه وأنه كان الأفضل في المباراة بشهادة الجميع بل كان هادئاً عقلانياً وصاحب روح رياضية بامتياز ليمنحنا درساً في «الأخلاق الرياضية» التي نفتقدها في كثير من المواجهات والبطولات والتصريحات، حيث يُحمّل البعض المسؤولية لأي كان إلا أن يتحملوها هم، ويبحثون عن الذرائع ليبرروا الخسارات، وحتى الألمان دخلوا هذه المتاهة بتصريحات مولر ضد تكتيكات مدربه «المغادر» يواكيم لوف الذي سجل مع «المانشافت» إنجازات للتاريخ منها التتويج بكأس العالم ،وهذا درس آخر ولكن سيئ من لاعب بحجم مولر، وهو الذي لم يكن بربع مستواه واعتزل اللعب دولياً بعد الخسارة من إنجلترا والخروج المبكر من اليورو.

لو أحببت أن أعدد الدروس فسأحتاج إلى عشرات المقالات، ولكني اخترت واحداً ترك أثره في ذاكرتي وأحببت أن أشارككم به، فربما نستفيد جميعاً من عمقه وروحه الرياضية.

Email