عندما تشتري نادياً عام 2008 ثم يتوج بطلاً لأقوى دوري في العالم خمس مرات منهم 3 في أربعة مواسم، وعندما تصبح رقماً صعباً في دوري أبطال أوروبا آخر عشر سنوات، وعندما تتوج بلقب الدوري وبعدها بأيام تلعب المباراة النهائية على دوري أبطال القارة، فهذه كلها إنجازات لن يحجبها خسارة اللقب القاري أمام تشيلسي، رغم أن مان سيتي كان المرشح الأوفر حظاً، ولكن وكما قال خلدون المبارك رئيس مجلس إدارة السيتي إن الفريق بقيادة مدربه الإسباني بيب غوارديولا قدم موسماً رائعاً رغم صعوبته الكبيرة ورغم كل ما حدث من تبعات كورونا، ومع هذا شعر غوارديولا أنه خذل أو أحبط النادي ومشجعيه وإدارته ومالكه، وهذا بسبب شغفه الكبير لإحراز البطولات، وقال خلدون المبارك: «في نهائي دوري الأبطال كنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الإنجاز المهم، والذي عملنا بكل جهد للوصول إليه، وفي المباريات النهائية تتساوى احتمالات الفوز أو الخسارة، وهذه كرة القدم، تقدم كل ما بوسعك، فإذا سارت الأمور على نحو ما تريد فستحقق الفوز، وإن لم تسر بحسب هواك عليك أن تشعر بالفخر وتهنئ الفريق الفائز، وبالنظر إلى المستقبل، يمكنني القول إن فريقنا سيعود في الموسم المقبل بشكل أقوى وشهية أكبر للفوز، وأنا متحمس جداً لمسيرتنا المستقبلية ورحلتنا نحو العودة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا».
هذا الكلام يختصر فلسفة الإدارة وفكرها ورزانتها ورصانتها وحسن تصرفها وتفكيرها، فهناك الكثير من المستثمرين أصحاب المليارات في العالم، وهناك من يملكون أندية كبيرة جعلوها صغيرة، فالمال ليس كل شيء رغم أهميته في عالم كرة القدم، ولكن سبق واشترى ريال مدريد أهم نجوم العالم دفعة واحدة ولم يحقق أي لقب بل حتى خرج من كأس إسبانيا على يد فريق مغمور.
نعم الإنفاق وشراء الأسماء يمكن أن يغير من شكل أي نادٍ في العالم، ولكن وحدها الإدارة الواعية غير الانفعالية هي التي تستطيع وضع الفريق على خارطة التفوق المحلي والقاري والعالمي، وهو ما فعلته إدارة السيتي وأكدته بتصرفها غير الانفعالي بعد خسارة لقب دوري أبطال أوروبا، الذي لم يقترب منه هذا النادي العريق منذ انطلقت المسابقة عام 1955 تحت مسمى كأس الأندية الأوروبية البطلة، ولكنه فعلها تحت ملكية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وإدارة خلدون المبارك.