دندنة

«إنت والاّ أنا»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد يتبادر لمن يقرأ عنوان «دندنتي» هذه أنني اشتقت إلى أغنية أبو بكر سالم «إنت والّا أنا»، نعم اشتقت لأسطورة الغناء الخليجي، وتذكرت أغنيته واقتبست مطلعها على هامش ذكري لبعض الشخصيات الكرتونية في ساحتنا الرياضية، هذه الشخصيات تراها صباحاً ومساءً أمام ناظرك، هم بشر مثلنا يأكلون «تقريباً» مثلنا، ويتنفسون نفس الأكسجين «غالباً»، ولكن ما يفرقنا عنهم أو بالأحرى ما يختلفون فيه عنا، هو أنهم «يحملون» أشد وأفتك أنواع السموم في قلوبهم، وهم ينامون ويصحون ويتحركون على الأرض وهمهم الأول والأخير التخلص من عباد الله، وإزاحة الناس من طريقهم، ولكن قبل الفتك بضحيتهم يضعون بعض الشروط واللوائح في منظومة عملهم.

فإن قبل الضحية أن يعمل وفق الشروط وتحت أمرتهم وهيلمانهم لا يناقشهم ولا ينافسهم، ويجيد إظهار الولاء بالغباء، دخل الضحية ناديهم الجميل وأعطوه رتبة «حبيبي»، أماّ إذا لم يعطهم ضحيته حلاوة اللسان وشقائق النعمان وظهرت عليهم بوادر العناد وعدم الرضوخ ومخالفة الرأي، أو مخالفة الانصياع، فياويل للضحية وياويل لكل التابعين والموالين للضحية، فلا يسلم أحد من سموم غطرستهم وهيلمانهم، فيستخدمون كل وجميع أسلحتهم القديمة والجديدة.. الصالحة والفاسدة، للفتك بالضحية والخلاص من كل من له صلة به، وعادة يهاجمون ضحيتهم وخصومهم، ليس فقط في العمل، يتحول الأمر إلى «ثأر مبيت» يلاحقونه في كل حياته، ولو كان الأمر بيدهم للاحقوه في قبره، كونه تجرأ وخالفهم، أو نافسهم.

وأنا أعتقد أن المسؤولين في رياضتنا يعرفون هذه النوعيات، إلاّ أن الحياء الاجتماعي والعلاقات الإنسانية تقف مانعاً بينهم.

هؤلاء البشر المهم لديهم أن يثبتوا نظرية واحدة، وهى «إماّ أن تعيش أنت أو أنا»، تماماً مثل الأغنية «إنت وإلاّ أنا»، إماّ أن تعيش برؤيتي أنا، أو الكون لن يقبلنا معاً.

نعم انظروا أمامكم وخلفكم وحولكم، فما أكثر هؤلاء في منظومتنا الرياضية، تلك المنظومة التي تتطلب دائما العمل والجهد والتكاتف والتعاون، والعصف الذهني، ونبذ الخلافات والابتعاد عنها والمضي نحو التقدم، رغم كل متطلباتها نجد مثل هؤلاء «الأنويين».. لا نريد الابتعاد عن البطولات والدورات الرياضية، فتواجدنا مهم ورياضيونا بحاجة إلى الفوز والانتصارات وهم يستحقونها بروح الجماعة، وبإشراك الجميع وليس على طريقة الـ«أنا»..

ونصيحتي لذوي شعار «أنا ومن بعدي الطوفان» ومن هم على شاكلتهم، عليكم نسيان الماضي، واستشراف المستقبل، وتذكر الانتصارات والسعي إليها مستغلين طاقات كل من حولكم بروح الفريق، فالحياة قصيرة والأموال زائلة والمناصب لا تدوم.

طبتم وطاب يومكم

Email