دندنة

نقاد التواصل الاجتماعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل سنوات عدة عندما كنا نرغب في التحدث والبوح بالرأي في المجالس، كنا نفكر آلاف المرات، كان المرء يغني ويردد الموضوع في مخيلته، بل في أحيان كثيرة كان يناقش نفسه في المرآة قبل طرح موضوعه على أصدقائه أو على مجلس أو على العامة.

نعم هذه كانت الحالة العامة للأفراد عند التحدث، أما النقد والانتقاد فكان لها أصول وقواعد وبروتوكول لم يكن يجرؤ على المساس بأصوله أحد، وكانت هذه الخطوط تضع الشكل العام والخطوط الحمراء عند النقد.

وكانت الشروط الخاصة والعامة للنقد ضرورية، فكان الناقد يحتاج إلى العلم والثقافة والخبرة والحنكة واللباقة والإلمام ببواطن الأمور، أما الآن فقد تغير الوضع وانقلبت الطاولة على رؤوس «أصحاب الأصول والمبادئ» فلم يعد هناك ضابط ولا رابط عند الانتقاد.

والأدهى في الأمر أن بعض هؤلاء الذين يسمّون أنفسهم (نقاداً) تجاوزوا الخطوط، ولا يعرف بعضهم أبجديات الرياضة، وأغلبهم لم يمارس أية رياضة في حياته، تجده ينتقد ويتعمق ويشرح ويصرخ ويجادل ويتمسك برأيه لأنه يعلم أنه لا حسيب ولا رقيب عليه وهم بهذا أعداء النجاح قبل أن نحسبهم نقاداً.

وأصبح شعار (حرية الرأي) و(التعبير) سلاحاً مسلطاً على رقاب العباد، فتجد كل من هب ودب، وبدون مقدمات ولا خبرة ولا علم، يتحدث ويدلو بدلوه فيما يعنيه وما لا يعنيه، فلا تنتظر الخير ممن لا خير فيه، فقد أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي كتائب، بل ألوية من النقاد ولاسيما الحاقدين منهم، الذين لا دور لهم غير تعطيل المراكب السائرة وتهبيط العزائم والهمم للمسؤولين وأصحاب القرار والذين يعملون لخدمة الرياضة.

ونحن من جانبنا نقدر ونحترم بكل وضوح حق كل شخص في التعبير عن رأيه وحريته الكاملة، ولكننا نبتغي فقط أن تتوازى تلك الحرية في مسارها مع مسار المسؤولية وعدم الضرر بالصالح العام، وخصوصاً في مجالنا الرياضي ذي التفاصيل المعقدة والمتشعبة.

وأخيراً دعوني ومعكم ندندن ونهمس في أذن كل محب للرياضة أن يبتعد عن الشللية والقيل والقال والحقد على عباد الله.

 

Email