كلمتي

لا مستحيل في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لست إماراتياً، ولكن هذا البلد جعلني أفتخر بوجودي فيه لعشرين سنة، وجعلني أرفع القبعة لقادته الذين أصروا أن يحتفلوا بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد بإنجاز لم تحققه سوى حفنة من الدول قبل الإمارات، وهو الوصول للمريخ يوم الثلاثاء التاسع من فبراير 2021 الساعة 7.45 دقيقة من خلال «مسبار الأمل»، بعد رحلة استغرقت نحو سبعة أشهر في الفضاء، قطع فيها المسبار أكثر من 493 مليون كيلو متر.

الوصول للكوكب الأحمر يعني بداية عهد علمي جديد، ليس للإمارات بل للعرب والعالم من خلال توفير ثروة من البيانات، ليكون هذا الإنجاز احتفالاً يليق باليوبيل الذهبي لقيام اتحاد دولة الإمارات وعاكساً لنهضتها ومسيرتها الخارقة نحو التطور في رؤية جعلت المستحيل مجرد كلمة.

ما أعجبني أن هاشتاق الوصول التاريخي للمريخ لم يكن محصوراً أبداً على الإمارات، بل كان ( #العرب إلى المريخ ) وهو ما وضعته شركة اتصالات أيضاً على الهواتف النقالة ،وهو ما أثبت أن الإمارات لا تفكر بمنطق ذاتي، بل تتطلع إلى تقدم العرب ورفعتهم، وأن يعودوا كما كانوا سابقاً منارة في العلوم والطب والأدب والثقافة والإبداع ،ولهذا كانت هناك «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، من تحدي القراءة العربي إلى صناع الأمل والترجمة وسقيا الإمارات وبنك الإمارات للطعام وتحفيظ القرآن وجائزة الصحافة العربية و«جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي» والمدينة العالمية للخدمات الإنسانية ومؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية ومؤسسة نور دبي ومؤسسة الجليلة ودبي العطاء وقمم المعرفة والتواصل والقمة العالمية للحكومات، وعشرات المبادرات التي كان هدفها الأول هو الإنسان..،الإنسان العربي ثم الإنسانية جمعاء.

وربما أجمل ما حدث يوم الثلاثاء ليس فقط الوصول للمريخ، بل هو مشاعر العرب من المقيمين في الدولة وخارجها، والذين أحسوا أن الإمارات منحتهم الأمل بمسبار الأمل، حتى يتجاوزوا مشاكلهم ويبنوا أوطانهم الزاخرة بالخيرات، ولكن بعضها غارق في المشاكل وسوء التخطيط والخلافات.

Email