على الدائرة

رحلة «الأبيض»

ت + ت - الحجم الطبيعي

على كثرة هموم الرياضة الإماراتية الإدارية والتنظيمية والاستراتيجية، وحال المنظومة بشكل عام، وأهمية وضع النقاط على الحروف المُبعثرة، في العديد من القضايا المطروحة، إلا إنها تختفي ولا يُلقى لها بال، عندما يأتي موعد ظهور «الأبيض»، على المسرح، فيصبح هو القصة والقضية، فحال ومصير ومستقبل منتخبنا الكروي، في رحلة التصفيات المشتركة، يشغل كُل العقول والقلوب، وتفشي الروح السلبية بين الجماهير، في مقدرة تجاوزنا المنتخبات المنافسة، والوصول إلى المونديال، أصبحت أزمة تحتاج الكثير من العمل لتجاوزها.

منتخبنا الوطني استهل مشواره الرسمي في حقبة الهولندي بيرت مارفيك، بلقاء المنتخب الماليزي المُتجدد بعد تجنيس أكثر من سبعة لاعبين بنتيجة إيجابية وأداء مقلق، وخرج ببعض النقاط الإيجابية التي يمكن أن يُبنى عليها وأهمها وجود عنصر الشباب في تشكلية الأبيض، وكثيراً ما نكرر أن ضربة البداية تكتسب أهمية كبيرة في كسب الثقة وزرع الأمل والقدرة على تجاوز المطبات، وتعمل على مسح الصورة الباهتة العالقة في الأذهان بعد مرارة الخروج من تصفيات كأس العالم وكأس آسيا الأخيرة، والتي تحتاج إلى تكاتف أركان المنظومة لتجاوز آثارها المظلمة، وحان الوقت أن يتحمل اللاعبون المسؤولية بشكل أكبر، مع وجود جيل جديد متعطش لتقديم نفسه وخدمة المنتخب، فالخروج عن النص وعدم الالتزام داخل وخارج الملعب وكثرة الاعتذارات أصبحت أمراً لا يطاق، فالاتحاد والأندية تصرف الأموال من أجل أن يكون اللاعب حاضراً وفي أعلى حالة من التركيز الذهني والبدني على أرض الملعب، لا غير ذلك، ونحن على ثقة كبيرة بقدراتهم الفنية للوصول إلى الهدف المنشود بشرط أن يرتقي الفكر مع الآمال والطموح الواقع عليهم.

الأبيض خاض في الفترة الصيفية معسكرين قبل التوجه إلى كوالالمبور والدخول في مرحلة الإعداد الأخيرة قبل اللقاء المهم، وبرزت بالتحديد في معسكر المنامة بعض التساؤلات حول جهوزية بعض الأسماء التي تم استدعاؤها وجوانب التنسيق مع الأندية بخصوص الحالة الصحية للاعبين، وحول مكان إقامة المعسكر ونوعية المباريات الودية والتي كانت أمام منتخبات مغمورة وهي الدومينيكان وسريلانكا، دون الحصول على إجابات مقنعة على تلك الأطروحات، من القائمين على شؤون المنتخب، وهذا غير مقبول ونتمنى منهم أن يعوا أن التكتيم الإعلامي وغلق الأبواب وعدم الرد على ما يطرح في الشارع الرياضي يوسع الفجوة السلبية الحاضرة بين أطراف المنظومة، وهو ما لا نحتاج إليه في الوقت الراهن!

Email