على الدائرة

إعمار والهلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد العلاقات الإماراتية السعودية امتزاجاً وتكاملاً في كافة شرائح وقطاعات المجتمع، في صورة قل ما نجد لها مثيلاً في العصر الحديث للوطن العربي، في القطاع الرياضي انتظرنا وترقبنا طويلاً كيف سيخرج النموذج الأمثل لتوطيد هذه العلاقة، شاهدنا سابقاً مدربين ولاعبين أجانب خرجوا من هنا إلى هناك والعكس بسهولة تامة.

وسمعنا عن مقترح مشاركة أحد فرق دورينا بدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وتعاون اتحادي البلدين في تجهيز المنتخبات السنية المختلفة، كل ذلك لم يكن كافياً ولا بالطموح المأمول، إلى أن تم الإعلان عن الشراكة الاستراتيجية بين إعمار والهلال وشاعت أنوار أعلى ناطحات السحاب «برج خليفة» باللون الأزرق الملكي إعلاناً عن إبرام شراكة تسويقية تُصنف بذات السبع النجوم، أهنا نقول إن النموذج المرتقب قد وصل.

صفقة بهذا الحجم تفتح الباب من جديد حول التسويق الرياضي، و ما هي السُبل التي يجب على أندية دوري الخليج العربي، انتهاجها لإبرام صفقات من هذا النوع والحجم تخفف العبء على الدعم الحكومي، في ظل الارتفاع المستمر للأسعار بكل ما يحيط بعالم المستديرة، وأين وصلنا فيما يسمى بصناعة كرة القدم على المستوى العالمي ؟

عربياً أيضاً نُتابع وعن كثب هذه الأيام بطولة الأمم الأفريقية، والتي تقام على أرض الكنانة، وكيف استطاعت مصر الصمود والتحدي وقهر الصعاب، وكسب الرهان وإنقاذ «الكاف» من «ورطة» وعواقب تأجيل البطولة بعد قراره الأخير برفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 فريقاً.

وفي غضون أربعة أشهر أبهرت اللجنة المنظمة الجميع بتجهيز وتطوير البنية التحتية للملاعب الرئيسية وملاعب التدريب، وأكملت إعداد الخدمات اللوجستية المعقدة على أعلى المستويات العالمية، وقدمت لوحة حفل الافتتاح بشكل رائع، ونجحت في استقبال الجماهير الحاضرة بكثافة دون حدوث ما يعكر صفو المباريات، وسخرت طاقات وإبداع الشباب المصري خدمة لنجاح البطولة وضيوفها.

والتي هي محط اهتمام الأوساط الكروية العالمية وعيون الأندية الأوروبية الكبرى لتقييم جودة الخدمات وجاهزيتها في استضافة أحداث أخرى، أما فنياً فظهر المنتخبان المغربي والجزائري بمستويات راقية وعالية تدعو للتفاؤل كثيراً، أما الفراعنة فالملاحظ عليهم الارتفاع التدريجي بالمستوى من مباراة إلى أخرى.

وهذه نقطة إيجابية في البطولات المجمعة ويستطيع الذهاب عبرها بعيداً بالبطولة بدعم الجماهير الغفيرة، ولكنه سيحتاج إلى التغلب على لعنة الإصابات وبعض الهفوات الإدارية الحاضرة في معسكر الفراعنة، أما نسور قرطاج فلم نشعر بوجودهم وتألقهم المعتاد في هذه البطولة، ورغم صعوبة وقوة المنتخبات المشاركة إلا أنني على اليقين أن البطولة عربية طالما إنها في حضن أرض العروبة.

Email