اغتيال الحرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

والبطولة الآسيوية تتوقف ليومين.. تطلعنا إلى أخبار الجيران.. فاستيقظنا على خبر صادم..

اغتيال الصحافي الرياضي الغاني أحمد حسين سولي الذي كشف فساد مسؤولين أفارقة في «فيفا» و«كاف»!

أحمد حسين كان وراء سقوط كويسي نينتاكي من «فيفا».. وتحقيقاته الاستقصائية أطاحت بعيسى حياتو من كرسي الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بعد عقود طويلة.. اغتالوه بالرصاص في الشارع!

اصطادوه كالعصفور! في مشهد دموي مؤلم..

تحركت لوبيات الفساد الرياضي في أفريقيا واغتالت صوت الحرية.. أحمد حسين!

الحرية تغتال أحمد في وضح النهار! فأين جمعية الصحافة الدولية؟ وأين العدالة؟ ولماذا لا يتدخل «فيفا» وهو قادر وزيادة؟

سقطت ورقة التوت.. ديناصورات الفساد الرياضي في أفريقيا تحولت إلى لوبيات وعصابات.. تسرق الأموال من الاتحادات الكروية.. وتقتل أيضاً.. تزهق الأرواح بلا رحمة.. لا يهم!

حادثة أليمة كشفت الوجه القبيح لفئة من المسؤولين عن كرة القدم، هي فئة ولكن ما أكثر عددها...

أسماء خلناها لأعوام رموزاً لكنها في النهاية صدمتنا.. بلاتر وبلاتيني وحياتو وفالكه!

من كان يظن أن هؤلاء «الأسياد» فاسدون؟

أفريقيا تنزف دماً.. أفريقيا تغرق في الفساد..

رحل حياتو ولم يتغير شيء..

فالرئيس الجديد أحمد أحمد يصفّي حساباته مع خصوم الأمس.. واسألوا عن السبب الحقيقي لسحب كأس أفريقيا 2019 من الكاميرون موطن حياتو؟! ولآسيا أيضاً سرطانها..

القارة الصفراء مصابة بداء المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات وشراء ذمم الحكام!

لكل قارة سرطانها.. ولكن أن يرتقي الفساد إلى قتل الصحافيين.. وإعدام الحرية.. فعلى السلطات العليا أن تتدخل لوضع حد للنزيف.

نزيف الحرية.. قتلوا أحمد حسين.. وظنوا أنهم أسكتوا صوت الحرية.. اعتقدوا أن المعركة انتهت مع الإصلاح والشفافية..

وهم خائبون.. وواهمون..

فعصافير الحرية ستظل تحلق إلى الأبد..

ولا تخشى رصاص الفاسدين.

Email