لذلك أنا آسف!

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي ليست مقارنة، لكن دعونا نستذكر تجربة هيكتور كوبر مع المنتخب المصري، كيف كان مملاً لدرجة الاختناق، كيف كان الجميع ينتقد ما يقوم به، من إعلاميين ومحللين وخبراء، شربوا وأكلوا على بساط المستديرة، ولكن في الأخير وصل بهم إلى كأس العالم، وأخذهم في وسط زحام النقد والادعاء بالإقالة إلى نهائي كأس أمم أفريقيا، وكان على مرمى حجر من تحقيقها.

مثال آخر وأهم، وهو الفرنسي ديديه ديشامب مع منتخب فرنسا، الذي بمجرد تعيينه أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية هناك، لكنه بين عدم الرضا والاختلاف وصل إلى نهائي اليورو وخسره بطريقه دراماتيكية، وكاد يتسبب ذلك في إقالته، كيف لمنتخب يمتلك منجماً من النجوم، أن يخسر كأس أوروبا على أرضه وأمام شعبه؟

كان هناك صنفان في فرنسا، الصنف الأول من شدة النقد كان كأنه أراد أن يحكم على ديشامب بالمؤبد، لأنه أهدر المال والوقت والفرصة، والصنف الآخر وهو قليل جداً موال لاختيار غريت نويل رئيس الاتحاد، ومناصر لديشامب.

مرت الأيام بين شد وجذب، بين حملات إعلامية ومحاولات بالإطاحة به، لكن من دون فائدة، اقترب وقت كأس العالم 2018، وما زال ديشامب صامداً، الوديات لم تبشر بالخير، لكنه ما زال صامداً.

انطلقت ضربة البداية والمنتخب الفرنسي أحد المرشحين للقب يقدم مباراة سيئة أمام الأستراليين وينجو بالحظ، وتأهل من مجموعته بشق الأنفس، وقبل أن يلعبوا أمام ميسي ورفاقه في دور 16 خرج نويل للجميع وقال: «ديشامب سيكون مدربنا حتى نهاية يورو 2020»، وكأن المسألة تحولت إلى حرب في «العناد».

انتهى كأس العالم وفاز ديشامب باللقب، وكتب مجداً جديداً مع الفرنسيين، وأصبح نويل بطلاً قومياً.

لذلك أنا آسف وأعتذر لنفسي ولمن اختلف معي في تغريده أطلقتها عن إقالة المدرب، ربما يراها الكثيرون أنها ليست في وقتها، لكن الرأي لا وقت له، لكن القرار يجب أن يكون في الوقت المناسب وهذا يعود لأصحابه، وربما يكون زاكيروني ديشامب آخر، ويظهر نويل جديد!

Email