منتخبات مكافحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

فلسطين تعادلت في الديربي العربي أمام سوريا وتستحق التحية!

وسوريا ذاتها جديرة بالتقدير.

وعلى الرغم من خسارته الثقيلة أمام إيران على المنتخب اليمني ألا يخجل. نعم يكفيه شرف التواجد بين كبار آسيا. فلسطين وسوريا واليمن.. منتخبات مكافحة تحدّت الحروب وسلكت طريقاً مفخخاً بالألغام نحو الوصول إلى نهائيات كأس آسيا. منتخبات نهضت من تحت ركام الحروب.. تحدّت الموت من تحت الرماد حباً في الحياة، والحياة عندها الاستمرار في الوجود على المستطيل الأخضر منتصراً أو مهزوماً. فالنتيجة في بعض الأحوال لا تعني شيئاً!

نعم يتساوى الفوز بالخسارة عندما يكون للتواجد رمزية! ومشاركة المنتخبات الثلاثة المكافحة درس لليائسين في ملاعبنا العربية.

عبرة للمستسلمين أمام المستحيل.. وللذين يسقطون ويرمون المنديل عند أو حاجز.. وعثرة! قصص معاناة منتخب «الفدائي» تدمي القلوب وتدمع العيون.. منتخب محاصر من إسرائيل تطارده في كل المعابر وتضع الحواجز وتبني الجدران العازلة أمامه. محتل غاصب حرم فلسطين من 4 نجوم ليضعف «الفدائي» من عتاده ورجاله في موقعة آسيا.. ليقزمه ويحول دون تحقيقه لإنجاز يفقأ به عينه.

ولا تسألوا عن الظروف التي يعيشها المنتخب اليمني طوال الأعوام الأخيرة.. منتخب مشرد.. هارب من آلة الحرب، يتنقل أحياناً بين الدول على متن قوارب خشبية! لكنه في النهاية ها هو هنا بين عمالقة آسيا.. وضمن أفضل 32 منتخباً في القارة الصفراء! أوليس هذا وحده شرفاً كبيراً وإنجازاً معتبراً؟

وإذا كان واقع منتخب سوريا لا يختلف كثيراً عن شقيقه اليمني فإنه محظوظ بجيل ذهبي أفلتت منه العام الماضي فرصة التأهل إلى مونديال روسيا 2018، وأرشحه للتأهل إلى الدور الثاني خاصة بعد سقوط أستراليا، وإذا ما تأهل قد يكبر الحلم ويتقدم أكثر في البطولة حسب عراقةٍ المنتخبات التي سيجدها أمامه. من حق سوريا أن تحلم؛ لأنها تمتلك جيلاً ذهبياً بقيادة خريبين والسومة.

ومن حق منتخبات فلسطين واليمن وسوريا أن نرفع لها القبعة على تحديها الصعاب وقهرها المستحيل حباً في النجاح، بينما جاءت منتخبات أخرى فاشلة إلى الإمارات لتسكن في الفخامة وتنعم بالرواتب الخرافية وتتدرب على أفضل الملاعب.. لكنها لا تكتب التاريخ!

 

Email