حديث الساعة

ضربة معلم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن في عُرف كرة القدم، أن يتم وضع لاعب ذي موهبة هجومية، قادر على تسجيل الأهداف واقتناص الفرص، في مركز الدفاع أو حراسة المرمى، وهذا إن تم، فهو يعني الفشل للفريق بشكل كامل، ويُضعف من قدرته على تسجيل النتائج، فالرجل المناسب، يجب أن يكون في مكانه المناسب، وهي قاعدة لا بد منها للنجاح في أي مكان وزمان.

استمتعنا بما قدمه المنتخب السعودي أمام قمة من قمم كرة القدم العالمية، وهو الفريق البرازيلي، وبغض النظر عن النتيجة والأداء، فإن هناك ما يمكن الحديث عنه في مسيرة كرة القدم السعودية، ألا وهو التطور المتنامي والمضي قُدماً نحو اللحاق بركب صناعة اللعبة، وما يحصل حالياً يستحق أن يُنظَر له بعين الدقة والتمعن، وأنها خطوات جادة، ستكون لها نتائج مبهرة في المقبل من الأيام، فالدورة الرباعية التي جمعت الأخضر مع منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين والعراق، تعيد إلى الأذهان بطولة كأس القارات، التي انطلقت في الرياض عام 1992 على استاد الملك فهد الدولي، وحقق الأرجنتين بطولتها آنذاك، وكذلك امتلك المنتخب البرازيلي رقماً قياسياً في عدد مرات الفوز بها، برصيد أربعة ألقاب، وها هي الفرق نفسها تعود لتجدد ذكرياتها على الملاعب السعودية، وكذلك بمشاركة منتخب العراق الفائز بلقب بطل آسيا قبل عدة سنوات، وهؤلاء جميعاً باستضافة الأخضر السعودي، الذي يُعِد العدة للانطلاق إلى المشاركة في نهائيات كأس آسيا، وما سيأتي بعدها من استحقاقات.

المنتخب السعودي هو المستفيد الأول، بغض النظر عن أي نتائج، والدليل أداؤه القوي أمام البرازيل، ومن المؤكد أن تجاربه المقبلة ستكون أفضل، وها هي جماهيره تملأ المدرجات، وستستفيد الأندية أيضاً من الزج بلاعبيها في خضم منافسة دولية على أعلى المستويات، لتكون في تجربة غير عادية من خلال هذه البطولة.

لم تَعُد العملية الرياضية مجرد هواية، بل فكر وصناعة ومجاراة الآخرين للتفوق عليهم والتقدم بخطوات تسبقهم، وكذلك ربط ذكي بين الأداء على كافة المستويات، الفنية منها والاقتصادية، والاستفادة من كل تجربة بأفضل منها، وهو ما فعله المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية، فالفكرة تستحق الإعجاب، والتنفيذ يستحق التصفيق، والخلاصة تستحق النظر إليها بتمعن والاستفادة منها، فلم يعد هناك وقت للسباق على هذا الكرسي أو ذاك، إذ لا بد من وجود الرجل المناسب في المكان المناسب، وربما الوقت المناسب، لذلك تحتاج الكرة العربية والخليجية، إلى مثل هذه تجارب، حتى يحقق الجميع ضربة معلم لنتقدم، لا لنتراجع!

وما أفرحني كمتابع للبطولة الرباعية الودية، هو نجاحها بكل المقاييس، وخاصة في ما يتعلق بالحضور الجماهيري الكبير، الذي شهدته المباراة الختامية ما بين البرازيل والأرجنتين، عندما تجاوز الحضور 60 ألف متفرج، ملؤوا استاد الجوهرة بمدينة جدة، في مشهد قلّما نشاهده في ملاعبنا الرياضية، ما يؤكد حسن التنظيم لتلك البطولة، بالإضافة إلى الدقة في اختيار منتخبات شاركت فيها، وأسعدت كل من شاهدها!

آخر الكلام

الإدارة فن

Email