قدرك أنك الزعيم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ نشأته وإشهاره في الستينيات من القرن الماضي، يتصدر نادي العين المشهد الرياضي في دولتنا ومنطقة الخليج العربي وقارة آسيا، بقادته، بإنجازاته، ومبادراته وقيمه وتميزه عن غيره على كافة الأصعدة، الإدارية والفنية والمجتمعية، فأصبح يغرد خارج السرب وحيداً، يسعى ويحاول الحاضرون في أطراف المشهد أن يقتبسوا شيئاً من شعاع توهجه، ليبصروا به طريق المجد، ومزاحمة الزعيم على هرم القمة، ولكنهم ما زالوا يحاولون!

في الأيام القليلة الماضية وبعد الحوار الإعلامي الشهير بين الزميل الإعلامي حسن حبيب مقدم برنامج الجماهير، واللاعب عمر عبدالرحمن، وما شهده من طرح غير مسبوق، خرجت بعده العديد من الآراء المؤيدة والمعارضة لإدارة النادي واللاعب في نفس الوقت، الكل أدلى بدلوه، فمنهم من حكّم العقل ومنهم من جرته العاطفة نحو أحد الطرفين، ومنهم من دخل على الخط من أجل التصيد في الماء العكر للانتقام من هذا أو ذلك، وهذا ليس بغريب ولا جديد، فالحديث مرتبط هنا بالكيان الكبير، الذي طالما كان هو سيد المشهد.

عموري كان شجاعاً وبادر بالاعتذار مباشرة عقب تصريحاته الصاخبة، والتي لم يتوقع هو شخصياً أن تكون ردود الأفعال في الوسط الرياضي الخليجي بهذا الحجم، ونتمنى أن يكون قد استوعب الدرس، وأن تكون سحابة صيف وعدت، حتى لا يكون الابن العاق في نظر الأمة العيناوية، وعليه وعلى الآخرين أن يكون حديثهم موزوناً ومحسوباً عندما يرتبط بالبيت الكبير وشخصياته.

لا يختلف أحد في أن الإدارة العيناوية تمتلك فن التعامل مع الإعلام وتتقنه باحترافية عالية، وتمتلك مركزاً إعلامياً محترفاً يعرف دوره والتزاماته، وقد وضح ذلك في الموسم الماضي في تصديها لأكثر من واقعة مع الاستوديوهات التحليلية والبرامج الرياضية، وإبعاد نجوم الفريق بكل حنكة عن الاحتكاك السلبي المباشر مع الإعلام والجماهير، وكان نتيجة ذلك التتويج ببطولتي الدوري والكأس، والذي على أثره حظيت الأسرة العيناوية منذ أيّام قليلة بتكريم من ربان السفينة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله.

الأندية الكبيرة في العالم، والعين واحد منها، هذا هو قدرها، أن تكون أخبارها وكل ما يرتبط بها مادة دسمة لوسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، تلاحقها العدسات والكاميرات والأقلام بكل صغيرة وكبيرة، ما يجعلها لعناوين الأخبار واجهة وسبقاً ورصداً، وكل ما يرتبط بها يكون للساحة حديثاً مثيراً، وما دامت أنها شجرة مثمرة فإنها من الطبيعي أن ترمى بكل أنواع الحجارة، وهذه الخصوصية تفرض نفسها أيضاً في مباريات دوري الخليج العربي، فقد لا يكون الفريق في يومه ولا يظهر بالمستوى الفني المعهود، ولكن بعقلية وفكر الكبار يحقق الفوز ويجمع النقاط ويضع المنافسين تحت الضغوط.

نقطة أول السطر:

الإعلام التقليدي والحديث سلاح ذو حدين، يبني ويهدم، يسالم ويعادي، حقيقة يجب أن يدركها لاعبونا في ظهورهم أمام الكاميرات.

 

Email