نجوم الفلكلور

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل بلوغ فرنسا وإنجلترا وبلجيكا المربع الذهبي للمونديال مثّل تحدياً لمنتخبات اعتقد النقاد أنها لن تكتفي بمثل هذه المرحلة، بل اعتبروا صعودها منصة التتويج أمراً مفروغاً منه لما تعج له من نجوم.. الأمر كان مطابقاً للمنطق الجديد لكرة القدم التي تأبى النجومية... وتشجع اللعب الجماعي

ما حصل هو المنطق ؟ أم هو رفض للنجومية ؟

حين نرى نجوماً في حجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار، والألماني مانويل نوير، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، خارج فرحة الأيام الأخيرة لمونديال روسيا فإن الحديث عن منطق النجوم قد انتفى.. ليصبح المنطق فعلاً أن «النجاح لا يصنعه الأفراد... فلا بد من تضافر جهود الجماعات»، وهو منطق قادم السنوات، وما سيأتي من نسخ للمونديالات.

ليونيل ميسي يمكن اعتباره السبب الرئيس في خيبة الأرجنتين... وهذا ما تكرر منذ مونديال جنوب أفريقيا 2010 لسببين اثنين: أولهما ذاتي، وثانيهما موضوعي.

ولعل إفراطه في التعالي على البقية جعل اللعب منحصراً بين قدميه، ما وفر المساحات للمنافسين... وفي الأمر أنانية. وأما الموضوعي فقد يكون ما يصنعه ميسي باستمرار مع برشلونة أوهَم زملاءه أن الحلول تحت قدميه... إلا أن اختلاف الأوضاع يجعل التعويل على ميسي غير ذي موضوعية.

وبخلاف الأرجنتين وميسي فقد صنع تواضع الفرنسي أنطوان جريزمان، وهاري كاين الإنجليزي، والبلجيكي روميلو لوكاكو نجاح فرقهم لأنهم لعبوا من أجل الآخرين، بعيداً عن حب الذات وما تنغمس فيه من أنانية إلى حد الإفراط.

ولعل خطط المدربين لفائدة اللعب الجماعي كانت وراء نجاح فرنسا وبلجيكا، ومعهما كرواتيا وإنجلترا.

فدهاء مدرب المنتخب الإنجليزي، جاريث ساوثجيت، كان واضحاً من البداية، والعالم يقر بأن طريقة اللعب (3-5-2)، التي لم يغيّرها كانت وراء ما تلاحق من نجاحات... والأهم من ذلك ترك حرية التصرف للاعبين دون التركيز على نجم بعينه في البناء الهجومي.

وفي كل هذا لا نغفل عن المنتخب الكرواتي الذي وجه ضربة قاصمة لروسيا صاحبة الأرض في مونديال لم تنفع لا نجومية ولا أسبقية الأرض.

ويبقى السؤال الأهم: هل ستؤثر مفرزات مونديال روسيا على اسم النجوم في بورصة كرة القدم العالمية سيما في ظل إخفاق أغلى اللاعبين في العالم في ضمان النجاح لبلدانهم، والأمر يخص بالتأكيد كلاً من البرازيلي نيمار، الذي تبلغ قيمته في السوق 222 مليون يورو، ومعه الأرجنتيني ليونيل ميسي (250 مليون يورو).

والنجومية إلى أُفول في قادم المونديالات في ظل المنطق الكروي الجديد: اللعب الجماعي طريق النجاح... أما النجوم فهم للبهرج والديكور... وأحياناً الفلكلور.

Email