صدام الكبار

ت + ت - الحجم الطبيعي

اكتمل عقد المنتخبات الثمانية المتأهلة لربع النهائي بشكل منطقي لكنه لم يخل من المفاجآت.

ولم تعد صورة المونديال كما كانت عليه في الماضي (القريب والبعيد) من حيث كلاسيكية الأداء والنتائج وانحسار التنافس على أصحاب النجوم الذهبية الذين حازوا اللقب من قبل، ولم يبق منهم إلا (البرازيل.. أوروغواي.. فرنسا.. انجلترا) بينما ودعت الأرجنتين وإسبانيا هذا الدور بعد أن سبقتهما ألمانيا إلى المصير ذاته في الدور الأول.


وإلى جانب أصحاب الألقاب التي حجزت مقاعدها.. صعدت أيضا أربعة منتخبات ذات تاريخ وطبيعة خاصة اعتادت عليها من زمن لآخر.. وهي الاقتراب من منصة التتويج دون بلوغها.. منها المشاكس كرواتيا (ثالث 1998).. والطامح بلجيكا (رابع 1986).. والمجتهد السويد (وصيف 1958.. وثالث 1950 و1994 ورابع 1938).. والمحظوظ روسيا (رابع1966) وهي المنتخبات الأفضل والأحرص في دور الـ16 وإن اختلفت الطريقة التي صعد بها كل فريق وظروف مباراته.


وكان آخر من صعد لربع النهائي (السويد وإنجلترا) وكلاهما عبر بصعوبة وعناء وإن اختلف قدر المجهود المبذول.. وأرى أن انجلترا كافح كثيرا من أجل تخطي كولومبيا، واضطر أن يلعب بكل حمولته البدنية من أجل اجتياز الفريق اللاتيني العنيد إلى أن وصلت المباراة لركلات الترجيح بعد أن خطفهم المنافس بهدف التعادل في الوقت القاتل.. وظل الإنجليز يحاولون مرة تلو الأخرى من اجل التسجيل في الوقتين الإضافيين دون جدوى إلى أن ساعدهم الحظ فى المرور إلى ركب الثمانية الكبار.. وما أظن أن صعود الإنجليز لهذا الدور كان ليأتي الا بهذه الطريقة بعد أن لعب كولومبيا بأسلوب دفاعي ضاغط أغلق تماما أي قنوات للاختراق من العمق ولو كان القدر رحيما بأهل البلد اللاتيني لكان من السهل عليهم الخروج فائزين ولكان من الصعب أيضا على الإنجليز اللعب مع الكبار.. فهذا النوع من اللقاءات لا ينتهي عادة إلا بهذا السيناريو.


هكذا كانت الحال في آخر مواجهات دور الـ16. أما اللقاء قبل الأخير بين الفريقين الأوروبيين (السويد وسويسرا).. فلا أجد حرجا في خسارة المنتخب السويسري في مباراة بهذا الحجم ويكفيه فخرا بلوغه الدور الثاني وهو إنجاز فشل في تحقيقه الآخرون بمن فيهم ألمانيا حامل اللقب. وظهر الفريق في صورة جيدة وسيطر وأهدر الفرص وهى سمة المنتخبات المجتهدة.. أما منتخب السويد فجاء عبوره ودخوله ضمن الثمانية الكبار بمثابة إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة إنجازاته القديمة التي نال فيها فضة الوصافة وبرونز المركز الثالث في أجياله القديمة.


عموما انتهى جزء آخر من عمر المونديال وفي اعتقادي أن دور ربع النهائي غير قابل لأي تكهنات بعد أن وصل السباق إلى مرحلة صدام الكبار وكل المباريات ستكون في الملعب ولن يحسمها إلا الفريق الأكثر جهدا وتركيزا ومن قبل كل ذلك الأشد حرصا.

Email