تقاليد مونديالية

ت + ت - الحجم الطبيعي

من ننعته بالخائب هو صاحب التقاليد، وعليه متى كانت للعرب تقاليد مونديالية حتى ننعت حصادهم في المونديال الروسي بالخيبة؟!

منذ كأس العالم 1934 المقامة بإيطاليا كانت المشاركة لمصر وكانت الخسارة أمام منتخب المجر 2-4.

وتأهل ثاني منتخب عربي جاء بعد مرور 36 سنة في نسخة المكسيك لسنة 1970.

والمشاركة كانت للمغرب والحصاد هزيمتان وتعادل، أمام ألمانيا 1-2 ومن بيرو 0-3 وتعادل مع بلغاريا 1-1.

ويعود العرب للغياب الذي استغرق 8 سنوات ليكون ترشح تونس سنة 1978 بالأرجنتين.

والحصاد كاد يحشر في خانة الفتح المبين عندما فازت تونس على المكسيك 3-1 قبل الخسارة أمام بولندا 0-2 وحتى التعادل مع ألمانيا 0-0 لم يشفع.

وعلى مر الأزمان لم تكن للكرة العربية تقاليد مونديالية ليبقى مجرد الترشح إنجازاً.

وإذا أغرقتنا الترشحات في الأوهام فإن الإنجازات لا تصنعها الأقوال فلابد من أفعال،

وما لم تدرج الكرة العربية في بورصة الكرة العالمية بالمواصفات التي تفرض المنافسة فإنه لا مجال للحلم بإنجاز مونديالي.

وإذا رُمنا الانخراط الفعلي في المنظومة المتطورة للكرة العالمية لابد من تصرف علمي يضمن مستقبلاً وجود نجوم العرب ضمن الأندية العالمية.. والحالة تلك حريّ بنا إنتاج أكثر من صلاح جديد، لا نستكثر على صلاح أن يكون ضمن العشرة الكبار للكرة العالمية من طينة:

الأرجنتيني ميسي ومواطنه كارلوس تيفيز والبرازيلي نيمار والبرتغالي كريستيانو رونالدو.

وما دامت الكرة العربية غائبة عن نادي الكبار فإن ما يحصل في المونديال يبقى إفرازاً طبيعياً لحالة طبيعية.

والحالة تلك تبقى هزيمة مصر أمام روسيا (3-1) وسقوط تونس على يد بلجيكا (5-2)، بعد أداء كارثي من البديهيات.

وما جاء على لسان المدير الفني التونسي نبيل معلول من أن تونس لن تصبح قادرة على مجاراة نسق المونديالات إلا بعد جيلين، أدرجه بعض النقاد في باب تناقضات الرجل مع نفسه.. فإنه صدع بالحقيقة في لحظة صدق مع نفسه بعد أن أغرق التونسيين في الأوهام من خلال حديث الترشح إلى دور الثمانية.

هذا الوهم جعل البعض من النقاد يطالبون برأسه بعد أن أطنبوا في مدحه.

وتلك مصيبة أخرى!

Email