الأمل الأخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

جميع المنتخبات العربية تجرّعت من نفس الكأس، فإذا كانت عسلاً طيلة 90 دقيقة فإن «الحنظل» كان لها بالمرصاد، وإن صمدت إلى ما قبل صافرة الختام بلحظات

فهل لم تفهم المنتخبات العربية أن المباريات لا تنتهي إلا بالإعلان الرسمي للحكام؟

أم هل ليس لهم من القدرة ما يكفي للصمود في اللحظة الأهم؟

وقال أهل الاختصاص في علم النفس الرياضي: الأمر يتعلق بالتركيز.

وبما أن الحديث ذا شجون، نسأل: هل يتوافر التركيز لدى المنتخب التونسي في مباراة اليوم مع بلجيكيا؟ أم تتجدد الخيبة؟

وإذا كانت الكرة ترفض الأحكام المسبقة فإنه من الجنون أن نضع منتخب تونس في طريق سالكة أمام منافس اعتبره أهل التكهنات والاستفتاءات حول المونديال فائزاً بنسبة 62% مقابل31% لتونس، فيما توقع التعادل 7%.. وإن كان لا يخدم مصلحة تونس إلا الانتصار.. لكن هل لتونس القدرة الهجومية الكفيلة بضمان الفرحة العربية.

ومن المفروض أن تلعب تونس بروح انتصارية حتى في ظل ما تلاحق من مظاهر دفاعية.

تونس ليس لديها ما يخسره، الوصول إلى كأس العالم تحقق ولم يبق أمامه إلا حلّان، الخروج أو المواصلة، لذا لابد من النزعة الهجومية دون إفراط ولا تفريط بلا شك.

التعادل طبعاً يمثل نتيجة إيجابية إلا أنه يجعل حظوظ الترشح للدور الثاني صعبة للغاية بعد الهزيمة في المباراة الافتتاحية أمام إنجلترا.

هناك 10 سيناريوهات ممكنة قد تقود «نسور قرطاج» للتأهل وأهمها التعادل مع بلجيكا، ويشترط الفوز على بنما بنتيجة عريضة مع هزيمة إنجلترا مع بلجيكا، ولو أن الأمر يستحضر سيناريو حدث للعرب... فتعادل إنجلترا وبلجيكيا يقصي تونس ولو بالانتصار على بنما.

وعليه فالانتصار مفروض على تونس حتى لا تندم في يوم لا ينفع فيه الندم.

والحالة تلك فإن منتخب تونس مُطالب بالانتصار من أجل التأهل إلى الدور الثاني، والأمر ليس مستحيلاً أمام المنتخب البلجيكي الذي يختلف تماماً عن إنجلترا؛ لأن الأخير يعتمد على الكرات الهوائية التي مكّنته من السيطرة على مباراته مع تونس.

وطريق النجاح تمر عبر السيطرة على وسط الملعب ومراقبة لوكاكو من أجل الصمود دفاعياً، أما على المستوى الهجومي فالتعويل على الهجمات السريعة، مع استغلال الكرات الثابتة هو السبيل لتحقيق الحلم العربي، فهل يتحقق النجاح وتنقذ تونس الموقف حتى لا تخرج الكرة العربية خالية الوفاض من المحطة المونديالية الروسية؟

المسألة ليست مُنى بقدر ما هي عطاء فوق الميدان.. فهل يحضر التركيز الذي خذل العرب وكلفنا الكثير من التعب؟

Email