انهضوا يا العرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تودّع المنتخبات العربية المونديال الروسي الواحد تلو الآخر.. يتساقطون كأوراق الخريف!

خرجت مصر والسعودية والمغرب في انتظار تونس التي تحتاج شبه معجزة للتأهل.

ومع كل نكسة عربية مونديالية تذرف الجماهير الدموع ويطل علينا المسؤولون عن كرة القدم ويبررون الفشل بالحظ العاثر وتفاصيل دقيقة خلال المباراة كانت وراء الخسارة.

متى يفهم العرب أن لعبة كرة القدم في بلادنا لا تزال متخلفة ومتأخرة وبعيدة سنوات ضوئية عن الكرة العالمية؟ متى يصارح العرب أنفسهم ويدركوا أننا نمارس كرة القدم بطريقة عشوائية؟

نهمل تكوين الناشئين ونلهث وراء نتائج الفريق الأول ونقيل المدرب كل أسبوع!

متى يفهم العرب أن كرة القدم باتت صناعة وتجارة.. علم وشطارة؟

فالدول التي وضعت مشاريع كروية على أسس سليمة وجدت لها مكانا في خارطة الكرة العالمية خلال سنوات قليلة. انظروا إلى اليابان وأستراليا والسنغال وغيرها من البلدان الأفريقية الفقيرة!

من جد وجد ومن زرع حصد، أما من يتواكل ويسير دون هدف فلن يجني غير الخيبات في المونديال.

انهضوا يا عرب. انهضوا وواكبوا ركب المنتخبات العالمية، لقد كنتم في روسيا محل سخرية من جماهير المونديال في الملاعب والشوارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. فكم من هاشتاق ساخر من الكرة العربية راج على تويتر وفايسبوك؟ وآخرها هاشتاق يقول إن ترجمة عبارة فيفا باللغة الانجليزية يعني كرة القدم ليست للعرب.

والطريق الى بناء منتخبات قوية تشرف العرب وترفع رايتهم في المونديال واضح، إنه الاحتراف الحقيقي، والالتزام بكل شروطه ومتطلباته، لا أن يكون احترافا على الورق مثلما هو الحال في دورياتنا العربية.

لا بد من حل نهائي لمشاكل تكوين اللاعبين في المراحل السنية والتمويل والإدارة الرياضية والبنية التحتية وفتح الأبواب أمام المواهب الشابة للاحتراف المبكر في أوروبا.

دون احتراف لاعبينا في أوروبا سنبقى صفرا على الشمال وسنظل نشرب من كأس الحنظل كل مونديال. فالمنتخبات الآسيوية والأفريقية التي قدمت مستوى جيدا في روسيا لعبت بمحترفين في أوروبا لهم الخبرة والدراية والاحتكاك بالنجوم.. ولا يهابون أهازيج الجماهير.

السنغال لعبت بتشكيل كامل محترف في الدوريات الأوروبية ولقنت بولندا درسا في كرة القدم. المغرب كان أفضل المنتخبات العربية لأنه يضم في صفوفه غالبية من اللاعبين المحترفين أيضا.

انهضوا يا عرب، وانصرفوا إلى العمل الجاد وكفوا عن بيعنا أوهاما تنتهي كل مرة بالدموع والخيبات، وتسخر منا باقي الأمم!

Email