على الدائرة

صرخة مسفر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من جديد تطفو على السطح قضية المدرب المواطن، بعد الصرخة المؤلمة والمؤثرة، التي أطلقها المدرب الوطني د. عبدالله مسفر مدرب الفجيرة المؤقت، بعد أن قاد الذئاب إلى دوري المحترفين عبر الملحق وتخطى عقبة حتا ذهاباً وإياباً، صرخة مسفر والتي حملة في طياتها معاناة جيل من المدربين المحليين الواعدين في عالم التدريب، أساسها عدم الثقة في إمكانات المدرب المحلي وخبراته، من قبل الأندية في دوري المحترفين والهواة.

مسفر الذي تولى تدريب دبا الفجيرة والظفرة سابقاً، وحقق النتائج المرجوة والمطلوبة وفق إمكانات هذه الأندية، والمنتخب الوطني في إحدى الفترات السابقة، قبل أن يشد الرحال في تجربة استثنائية خارجية بالإشراف على المنتخب الأردني الشقيق، قال بنبرة حزينة وألم شديد، إنه يجب عليه الحصول على جنسية أجنبية من أجل الحصول على فرصة لتدريب أحد فرقنا الكبيرة، في إشارة واضحة إلى أن المدرب الوطني لا يحظى بثقة إدارات الأندية.

الكوادر التدريبية في الإمارات عديدة وواعدة، عملت على تطوير إمكاناتها وخبراتها عبر الالتحاق بالدورات التخصصية الفنية والأكاديمية، ونال عدد كبير منها الرخص الدولية في المستوى A، ومنهم من أصبح محاضراً في الاتحاد الآسيوي والدولي، يشارك ويقدم أفكاره وأطروحاته في ورش عمل داخلية وخارجية، ولا أود أن أتطرق للأسماء حتى لا تخوننا الذاكرة ويسقط أحدهم، ولكن من المؤسف أن هذه الإمكانات الوطنية ما زالت تشعر بالغربة والعزلة في ملاعبنا، لا تلقى الثقة ولا الدعم الإداري المطلوب، ولم تفتح لها الأبواب سواء في الأندية أو اتحاد الكرة، ولحفظ ماء الوجه فتحت لها نافذة ضيقة ،تطل بها علينا عبر فرق المراحل السنية، ومهنة مساعد مدرب وفي كثير من الأحيان يتواجد في مرحلة الإنقاذ أو ما يسمى مدرب الطوارئ، وتصحيح ما قام به الخواجة من كوارث.

إلى الآن لم نلمس أي دعم من اتحاد الكرة لملف المدرب المواطن، باستثناء بعض الدعم المادي لمدربي فرق المراحل السنية لبعض أندية الهواة، ولا نعلم لماذا لا يحظى مدربو الفريق الأول بذلك أيضاً، للحد من تكاليف المدرب الأجنبي الباهظة التي تسبب عبئاً للأندية، كذلك إلى الآن لا توجد رابطة أو جمعية أو حتى لجنة منبثقة من الاتحاد تعنى بشؤون المدربين المحليين، وتقوم برعاية مصالحهم وتعمل على تسويق خبراتهم، وعلى النقيض تماماً وعكس المتوقع، أصبح أغلب الأجهزة الفنية لمنتخباتنا الوطنية من الكوادر الأجنبية، بالرغم من أن منتخبات المراحل السنية قد شهدت العديد من الإنجازات تحت قيادة المدربين المواطنين.

إهمال المدربين المواطنين وعدم أخذ فرصتهم، جعلنا نفقد ونخسر العديد من نجوم الكرة الإماراتية ذات الكفاءة في الساحة الرياضية، والأسباب عديدة وما تم ذكره نقطة في بحر هموم الكوادر الفنية الوطنية.

Email