ليلة سعيدة وحزينة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاشت جماهير الوصل والعين الوفية يوم الأربعاء الماضي ليلة سعيدة، يغلفها قلب مرتاح وأحلام جميلة، بتمكن فريقيهما من التأهل إلى نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم (أغلى الكؤوس)، وعلى العكس تماماً، فقد قضى مشجعو شباب الأهلي دبي، والوحدة، ليلة حزينة، وكابوساً من الأحلام المزعجة بعد مغادرة فريقيهما محطة نصف النهائي، دون أن يحققا الطموحات المرجوة منهما.

ندرك تماماً في عالم الرياضة أن الفوز والخسارة وجهان لعملة واحدة، ويجب على الكل أن يتقبل الوجهين بروح رياضية عالية، وأن لا يخرج الخاسر عن النص، طالما تذوق من قبل الطعم الحلو للنصر، وأن الإقصاء في مثل هذه المناسبات بأي عدد من الأهداف شيء وارد في كرة القدم، وعلى الرغم من ذلك نشير وبصدق، إلى أن خسارة شباب الأهلي دبي بنصف درزن من الأهداف أمام الزعيم كانت مؤلمة وقاسية، وفي هذا الأمر لا نعتقد أن هناك اثنين سيختلفان في محور وحجم المعاناة التي لحقت بفريق شباب الأهلي دبي.

فريق شباب الأهلي دبي لم يكن ذلك الفريق الذي نعرفه بصلابة عوده، والمنافس الشرس الذي لا يشق له غبار طوال السنين الماضية، إلا أنه في هذا الموسم كان في أغلب مبارياته التي خاضها حملاً وديعاً، بالرغم من أنه يضم بين صفوفه كوكبة من النجوم، صالت وجالت وسطرت اسمها بأحرف من نور في المواسم السابقة. نحن نعلم تماماً أن عملية الدمج لها توابعها، وتحتاج إلى بعض الوقت حتى يعود الفرسان إلى سابق عهدهم فريقاً قوي الشكيمة، ومنافسًا على كل البطولات بكل كفاءة و اقتدار.

تابعت بإصغاء التصريح الذي أدلى به عبد المجيد حسين، المشرف العام على فريق شباب الأهلي دبي، عقب مباراتهم أمام العين، حيث وقف بكل رباطة جأش وبشجاعة الفرسان وأجاب عن كل الأسئلة التي طرحت عليه، وأرسل رسائل واضحة المعالم من أجل أن يعود فريقه إلى سابق عهده، حيث طالب بتغيرات جذرية في هيكل الفريق، أولها استجلاب لاعبين أجانب ومحترفين جدد، عبد المجيد حسين من نوعية الإداريين الذين يجبرونك على احترامهم، نظراً لصدقه وشفافيته في التعامل مع رجال الصحافة والإعلام، و لم نجده يوماً يتهرب حتى في أحلك الظروف التي يمر بها فريقه.

نحن على ثقة تامة بأن إدارة شباب الأهلي دبي قادرة على انتشال فرقة الفرسان، والعودة بها مجدداً إلى دنيا البطولات والألقاب التي حفروها من قبل في قلوب مشجعيهم وعشاقهم، وليعلم الجميع أن هذه الإدارة شرعت، منذ الإعلان عن الدمج، في ترتيب البيت الذي لا يختص بفريق الكرة وحده، بل بكل الفرق والمناشط الممارسة داخل هذا الصرح، ومن الأمانة أن نقول إنها تحتاج إلى بعض الوقت والصبر.

في الصميم

العين والوصل يستحقان الوصول إلى نهائي الكأس، لأنهما قدما ما يشفع لهما أن يكونا في هذه المرتبة.

من حق الجماهير أن تحزن عندما يخسر فريقها، ولكن ليس من حقها أن تتخطى كل الحواجز وتطلق الاتهامات جزافاً، وتجري مقارنات دون سند شرعي.

فييرا عبَر مع اتحاد كلباء إلى دوري الشهرة والأضواء، فيما أغرق مارادونا الفجيرة وخرج ذارفاً الدمع.

Email