حديث الساعة

عون لا فرعون

ت + ت - الحجم الطبيعي

الإدارة فن وخبرة وتجربة وأيضاً قراءة صحيحة لقادم الأيام، وقبل ذلك كله منهجية على أسس صحيحة وبعيدة عن التأثيرات الخارجية كالمجاملات والخواطر!

الكمال لله وحده، ولا بد من بعض الأخطاء، في أي تجربة إدارية، لكن المصيبة هي الإصرار على الخطأ والتمتع بمجرياته.

وربما تدعم معظم دول الخليج أي مرشح من بين أبنائها لتولي المناصب الرياضية سواء الآسيوية أو الدولية لاعتبارات أنه ليس غريباً وأنه سيكون (عوناً لا فرعوناً)، ليس كما يحدث الآن من رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، بعد أن تمكن من المنصب الذي لن يدوم له بأي حال من الأحوال، حيث ما زال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعيداً عن الاحترافية بسبب كثرة مجاملاته لاتحادات معينة، الأمر الذي أدى إلى إضعاف وتراجع مستويات الفرق الآسيوية ولعل أهم القرارات التي ساعدت على ذلك هو قراره غير المدروس بفصل دول شرقي آسيا عن غربيها في مسابقة دوري الأبطال في دوري المجموعات، وحتى المباراة النهائية للمسابقة، مما ساعد على إضعاف المستوى الفني لدول غربي آسيا على وجه الخصوص، عندما أبعدها عن الاستفادة الفنية من الاحتكاك بفرق شرقي آسيا التي يشهد لها الجميع بقوة مستوياتها الفنية!

والطامة الكبرى هي القرار الغريب والعجيب بعدم إيجاد ملاعب محايدة في مسابقة دوري الأبطال، مثلما هو كان حاصلاً في وقت سابق رغم علم الشيخ سلمان بن إبراهيم بالمشاكل السياسية الحاصلة حالياً بين بعض دول غربي آسيا، الأمر الذي من شأنه أن يضع تلك الدول التي بينها مشاكل سياسية في وضع صعب جداً، حيث كان الأجدر به العمل بالنظام السابق وتلبية رغبة الاتحادات التي لديها مشاكل سياسية، واللعب بملاعب محايدة وليس إجبارها على الذهاب واللعب مع فرق لديها من المشاكل ما يكفيها!

كان الأجدر باتحاد سلمان أن يفهم أن اللعب بملاعب محايدة أفضل وأسلم، وواقع لا بد منه وخاصة أن شركة الدراسات الأمنية (كنترول ريسك) قالت في تقريرها إن اللعب الحيادي أمر حتمي، بينما الاتحاد القاري وضع الاتحادين السعودي والإماراتي تحت مسؤولية التنسيق مع الجهات الحكومية لضمان الأمان للاعبي أنديتهم حرصاً منهم على أن تخرج المباريات بالشكل المطلوب، رغم عدم رضاها عن القرار الجائر وغير المدروس الذي ينم عن عدم وجود أي تنسيق منهجي إداري يليق بكيان مثل الاتحاد الآسيوي!

إذا أردنا أن نستعرض ما قام به «اتحاد سلمان» تجاه القضية الرياضية الكويتية فلن نجد له أي يد أو محاولة في المساهمة برفع الإيقاف عن الكرة الكويتية، واتخذ المنهج السلبي بل كان «يطنش» أي مساعٍ إيجابية لرفع الإيقاف، وكان حرياً به أن تكون له اليد الطولى في هذا الشأن، وأن يحرص على إيجاد الحلول لأنه يمثل المركز الرئيس للكرة الآسيوية، ومنع غياب أي دولة عن المشاركات من مهامه، فكيف إذا كان الغياب للأزرق صاحب التاريخ الطويل في منافسات القارة؟!

آخر الكلام:

ثقتي كبيرة بوزير الإعلام الأخ محمد الجبري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أن تردى الخطاب في الوسط الرياضي بسبب وجود أشخاص همهم مصلحتهم الشخصية فقط!

Email