اتحاد يعاني ورئيس مهزوز

ت + ت - الحجم الطبيعي

لطالما، حاولنا الدفاع عنه، رغم ضعفه، ورغم معرفتنا بفشله، كلما حاولنا الاعتماد عليه في أي قضية من قضايا الاتحاد القاري، الذي أصبح عدونا منذ فترة ليست بالقصيرة، فمنذ أن جاء بدعم الأخوين والتربيطات التي أطاحت بالسركال، لم نشاهد له إيجابية واحدة، فهو يُحرك من بعيد، بـ«الريموت كونترول»، ولكن قراراته كلها تتجه حيث يوجه، فهو لا يحل ولا يربط.

ولكنه أمامنا حازم وصارم ومنحاز بشكل يدعو للارتياب، وما القرار الأخير برفض الملاعب المحايدة، إلا دليل واضح على عدم الحيادية، فلماذا أرسلت في الأساس لجنة الهندي باتيل وشركة كنترول ريسك الخاصة والمتخصصة في مجال تقييم المخاطر الأمنية، التي توصلت في تقريرها، إلى ضرورة نقل المباريات بين الأندية الإماراتية والسعودية، ضد أندية الدولة المجاورة، إلى الملاعب المحايدة.

ثم تضرب بعرض الحائط بهذه التقارير والتوصيات، والتأكيد على ضرورة اللعب بنظام الذهاب والإياب، والتهديد بورقة الفيفا، والتركيز على عدم الخلط بين الرياضة والسياسة، والذهاب للتصويت، رغم معرفة حجم المخاطر الأمنية على الأندية الإماراتية والسعودية، باللعب في دول تدعم وتؤوي الإرهاب، وكيف تم نقل مباريات ماليزيا وكوريا الشمالية إلى ملاعب محايدة، معتمدين على تقارير أمنية، بينما رفضت هذه التقارير، التي دفعت من ميزانية الاتحاد الآسيوي، ومن شركة مستقلة، وبرئاسة نائب رئيس الاتحاد.

ومع ذلك، لم يعتد بها، وذهبنا للتصويت في النهاية، وما الداعي للجنة، إذا كنّا في الأساس لن نأخذ برأيها، ثم كيف تم السماح لأعضاء من شرقي القارة ووسطها وجنوبها، بتقرير مصير ملف أمني خطير في غربي القارة، دون الأخذ بالاعتبار، عدم دراية هؤلاء بحقيقة الأوضاع على الأرض.

تصريحات الشيخ أحمد بن حشر للزميل علي شدهان في «البيان الرياضي»، قبل أيّام، تدق ناقوس الخطر، ولكن لا حياة لمن تنادي، فلقد كرر، ولأكثر من مرة: «إن الوضع الرياضي محزن جداً، وإن الاتحادات نائمة، وليس هناك أي مبادرات للتحريك والخروج من هذه الدائرة، وأنه ليس هناك تخطيط للمستقبل.

بل إن الحديث في هذا الموضوع «كلام فاضي»، ومع ذلك، لم نشاهد أي رد، لأن الرجل يتكلم بصدق من خلال تجربة شخصية، تتكرر قبل انطلاق كل أولمبياد أو بطولة عالمية، بدون جدوى، فلا فائدة من تكرار نفس الأسطوانة المشروخة، ربي يساعد الرياضة الإماراتية في السنوات القادمة، فما زالت المعاناة مستمرة، وحتى إشعار آخر.

قام الاتحاد الإنجليزي، بمعاقبة مدافع ويستهام أرثر ماسواكو، بالطرد لست مباريات، بسبب قيامة «بالبصق» على لاعب من ويغان، تخيلوا بسبب «تفلة»، أوقفوه ست مباريات، ولَم ينفع اعتذاره في تخفيف العقوبة، لأن هذا السلوك الشائن، شاهده ملايين من عشاق كرة القدم حول العالم.

ونشاهد في بعض المباريات، تمر أحداث مماثلة «ولا من شاف ولا من دري» لذلك، لا بد من الضرب بيد من حديد على هذه السلوكيات، ستعيد كرة القدم إلى موقعها الحقيقي في قلوب عشاق اللعبة الأولى في العالم.

 

Email